المرأة في الإسلام بقلم : كريمة أبوالحمد
يُخَيَّل لكثير من الناس أن الإسلام لم يراعي حق المرأة وأن المرأة في العالم الإسلامي ضعيفة، وأكثر الذين يبثون ذلك هم الغرب وأتباعهم من العرب، ولكن لم يفهموا ولم يَعوا كيف الإسلام كَرَّم المرأة وجعلها كل المجتمع وليس نصفه كما يزعم البعض ؛ فالمرأة نصف المجتمع والنصف الأخر تُنْشئه هي، ليست المرأة نصف المجتمع ولكنها كل المجتمع، فهي أُم، و زوجة، و إبنة، وأُخت.. ومن أجل ذلك كله حرص الإسلام أشد الحرص على العناية بها وكفالتها والحفاظ عليها فوصى بها أُمًّا، عندما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-للسائل عن أحق الناس بحُسن الصحبة، فقال: "أمك" ثلاثًا، وأمر سبحانه بكفالتها وحفظ الميثاق ومعاملتها بالمعروف إذا كانت زوجة، فقال سبحانه" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا" [سورة النساء: ١٩]
وعندما تحدث عن الأخت ذكر أنها أقرب ما يكون لمنفعة أخيها، وحرصها على المودة والرحمة وأن يكون آمِنًا في أهله؛ فقال تعالى في قصة موسى عليه السلام: "إذ تمشي أُختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمِك كي تقر عينها ولا تحزن" [سورة طه: ٤٠].
فالمرأة في الإسلام تُبنى عليها الأسرة، ويُبنى عليها المجتمع؛ فإن كانت الأرض طيبة أنبتت نباتًا طيبًا، والذي خَبُثَ لا يخرج إلا نكدا، وكما قيل: وراء كل رجل عظيم امرأة؛ فالإمام أحمد بن حنبل أُمُه كانت تسير معه إلى المسجد لصلاة الفجر لأنه ما زال طفلًا، وأمٌ لا تسمع إلا ما يرضي الله، ولا تمشي إلا لمَا يرضي الله، ولا تتكلم إلا بذكر الله، ولا تنظر بعينيها إلا إلى ما يرضي الله فأنجبت الإمام أبو حنيفة النعمان...
فالمرأة هي الهدف الأسمى والركيزة الأُولى في بناء المجتمعات، فلا خيرَ في مجتمعٍ وجد المرأة هي الأساس في بنائه فأول ما قام به هو هدم تلك الركيزة، فسلب عفتها بحُجة الموضة والركب الحضاري، وسلب حيائها بحُجة تحرير المرأة، وسلب منها الرضا والامتنان لولي الأمر بحُجة أنها لا تَقل عنه شيئًا، ولكن لم ينتبهوا إلى أن ذلك كله تخطيط غربي لهدم المجتمعات العربية، فعندما حاولوا هدم المجتمع العربي وفشلوا في ذلك هدموا المرأة التي هي كل المجتمع؛ فالإسلام هو الدين الوحيد الذي كرمها، وجعلها كل المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع!