صرخة فقير بقلم : كريمة أبو الحمد

 فقير يكتب: " إن أنا متُ جوعًا فما ذنب أطفالي " جملة تنفطر منها القلوب، وترمي بك في أعمق محيطات اليأس، ثم ماذا؟! 
قال: "من سيكفلهم بعد موتي، إذا كنتُ وأنا بينهم نعاني، و لا نجد قوت يومنا؟ فكيف اذا مت وتركتهم، وهم لا يقدرون على جلب اللقمة، وماذا سأترُك لهم؟" هذه معاناة الفقير، يخشى على أطفاله من بعده رغم أنه سيموت جوعا، كيف وصل الحال إلى بلادنا؟
ماذا يفعل لنا التقدم إذا كان أحد المسلمين ينام جائعا، ليس عنده قوت يومه، ماذا يفعل التقدم إذا لم يكن هناك سقفًا يحميهم من برودة الشتاء؟ ماذا يفعل لنا التقدم إذا كان هناك من لا يستطع تعليم أولاده؟ التقدم نحن الذين نصنعه، وليس هو من يصنعنا!!! 
إن بلادنا لا بد أن يتغير حالها، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وسخر له كل شيء لينتفع منه، فمن أنت كي تسلب من الإنسان ما سخره الله له، وتحد من حريته؟ 
إذًا ماذا يريدون؟ 
يريدون انتهاك الدول العربيةعلى حساب نفسها  ونحن ما زلنا في القاع ننادي ولا حياة لمن تنادي، لِمَ لَا نسعى للتقدم وللعلم، وتمهيد السُبُل لطلاب العلم، ورعاية المرضى حق الرعاية، والحرص على مواساة الفقير!! 

أما نحن فالقوي يريد لو أكل لحم أخيه  وليس فقط ماله! 
هذا حالنا، بل أسوأ من ذاك!! 
فقير لا يجد قوت يومه، وشاب لا يجد عمل يساعده على بناء أسرة، وفتاة يتداين والديها، كي يُحضروا لها  متطلبات زفافها،و آخر يُسجن بسبب أنه لم يكن معه مالًا يقوم بسداده للمشفى التي قامت بالرعاية على أحد أفراد أُسرته الذي  قد مات،  وآخر يسافر خارج بلاده وأوطانه كي يعيش هو وأسرته، ويتذوق طعم الذل والغربة والوحدة!! 
كل ذلك ولا أحد يسمع، ولا أحد يرى، ولا أحد يعير لك اهتمامًا...!! 
وهذه هي مجتمعاتنا!!