قطف الزهور واستخلاص العطر في .. حرفة تفوح بالأصالة والجمال
ماء الزهر.. عطر الأصالة التونسية، عنوان تقرير أذاعته نشرة المغاربية على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية" لتسليط الضوء على حرفة تونسية قديمة تبدأ مع كل ربيع.
وأوضح التقرير، أن رائحة الزهر والورد تفوح من منازل نابل وزغوان وأريانة وغيرها من الولايات التونسية، التي تتحول إلى مصانع لتقطير الذهب الأبيض، الذى يدر على أهالي الولاية مداخيل مالية مهمة تجعلهم ينتظرون موسمه بفارغ الصبر.
وذكر التقرير، أن نابل وحدها تزخر بـ90 في المئة من أشجار النارنج، التي تنتج زهرات ماء الزهر العطري، والتي يتم قطفها قبل ساعات الصباح الباكر قبل أن تذبل بسبب أشعة الشمس، فتنخرط عائلات نابل في جمع زهرات النارنج، وهي أولى مراحل موسم تقطير الزهر، والذي لا يدوم أكثر من 5 أسابيع، ما يدفع السيدات للاستعداد مبكرًا لموسم تقطير الزهر، وفى هذا الموسم لا يخلو منزل من آلة تقطير الزهر التقليدية التي تحمل اسم "الفشكا".
وقال التقرير، إن ماء الزهر يقطر من أزهار النارنج، كما يستخرج منها زيت النيرولي، الذي يستعمل في صناعة أجود أنواع العطور، وإلى جانب الزهر تشتهر نابل وزغوان وأريانة بتقطير ماء الورد من شجر الورد الأحمر أيضًا في الربيع.
وأضاف التقرير: هذا الماء المقطر يمتاز بخصائصه العلاجية والتجميلية، وقد استعمله العلماء في طب العيون، في بابل وفارس والعراق قديمًا والمصريون والفينيقيون الذين نشروه في جميع أنحاء العالم إلى غاية شمال أوروبا وأمريكا، كما قدسه الرومان لمنافعه المتعددة.
واختتم التقرير ، أن قطف الزهور واستخلاص مائها العطر حرفة عرفها التونسيون منذ قديم الزمن، ولا يزال إلى يومنا هذا يفوح عطر أصالة هذه الحرفة وجمالها.
٠