التحريض على ارتكاب الجريمة هو أيضاً جريمة
في كثير من القضايا الجنائية نرى الكثير من المتهمين يعتصر ألما وحزنا ويدعى بأنه لم يرتكب الجريمة محل الاتهام ولم يقم بأي دور فيها وعندما يطلع الأستاذ المحامي على القضية يجد أن هذا الشخص متهم بتحريض فاعل الجريمة الأصلي على ارتكاب تلك الجريمة
فكثير من الناس لا يعلم أن التحريض على ارتكاب الجريمة هو أيضا جريمة وفقا لأحكام قانون العقوبات
المصري فقد نص قانون العقوبات على عقاب المحرض
في المادة 40
يعد شريكا في الجريمة:
أولاً: كل من حرض على ارتكاب الفعل المكون للجريمة إذا كان هذا الفعل قد وقع بناء على هذا التحريض.
ليس هذا فحسب بل إن القانون جعل عقوبة المحرض على ارتكاب الجريمة نفس العقوبة المقررة لفاعل الجريمة
فقد نص في المادة 41
من اشترك في جريمة فعليه عقوبتها إلا ما استثنى قانونا بِنَصّ خاص
بل في بعض الأحيان قد تصل عقوبة التحريض إلى الإعدام أو المؤبد
فقد نص القانون في المادة 235
المشاركون في القتل الذي يستوجب الحكم على فاعله بالإعدام يعاقبون بالإعدام أو بالسجن المؤبد
وقد وردت صور التحريض على ارتكاب الجرائم في المادة (١٧١) قانون العقوبات
المادة ١٧١
كل من حرض واحد أو أكثر بارتكاب جناية أو جنحة بقول أو صياح أو جهر به علناً أو بفعل أو إيماء صدر منه علنا أو بكتابة أو رسوم أو صور أو صور شمسية أو رموز أو أية طريقة أخرى من طرق التمثيل جعلها علنية أو بأية وسيلة أخرى من وسائل العلانية يعد شريكا في فعلها ويعاقب بالعقاب المقرر لها إذا ترتب على هذا التحريض وقوع تلك الجناية أو الجنحة بالفعل.
أما إذا ترتبت علي التحريض مجرد الشروع في الجريمة فيطبق القاضي الأحكام القانونية في العقاب علي الشروع.
ويعتبر القول أو الصياح علنيا إذا حصل الجهر به أو ترديده بإحدى الوسائل الميكانيكية في محفل عام أو أي مكان آخر مطروق أو إذا حصل الجهر به ترديده بحيث يستطيع سماعه من كان في مثل تلك الطرق أو المكان أو إذا أذيع بطريق الباسكي أو بأية طريقة أخرى
ويكون الفعل أو الإيماء علنيا إذا وقع في محفل عام أو طريق عام أو في أي مكان آخر مطروق أو إذا وقع بحيث يستطيع رؤيته من كان في مثل ذلك الطريق أو المكان.
وتعتبر الكتابة والرسوم والصور والصور الشمسية والرموز وغيرها من طرق التمثيل علنية إذا وزعت بغير تمييز على عدد من الناس أو إذا عرضت بحيث يستطيع أن يراها من يكون في الطريق العام أو أي مكان مطروق أو إذا بيعت أو عرضت للبيع في أي مكان.
بل في بعض الجرائم يكون عقاب المحرض أشد من عقاب الفاعل الأصلي للجريمة
وهذا أمر يجب أن يعلمه الجميع حتى لا يقع تحت طائلة قانون العقوبات ويجد نفسه خلف القضبان
وهذا أمر نجده يتكرر في قضايا القتل العمد فيحرض الأخ أخاه على قتل خصمه وعندما يرتكب الأخ جريمة القتل يدعى الأخ المحرض بأنه مظلوم ولم يفعل شيئا
وهو لا يعلم أن ما قام من تحريض يشكل جريمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد
وقد صدق النبي -صلى الله عليه وسلم-
عندما حذرنا من خطورة الكلمة فقال
إنَّ العَبْدَ لِيَتَكَلَّم بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لِيَتَكَلَّم بالكَلِمَةِ مِن سَخِطَ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ.
الراوي: أبو هريرة/ المحدث: البخاري/ المصدر: صحيح البخاري