الوجه الأخر )
حدِّثني عن الوجه الأخر لجمال هذة الشخصية المُتزنة الأنيقة الراقية المُثقفة .....
التى لا ينقصها شيء فى نظر الكثير من الناس والتى يتمنى اى شخص القُرب منها حتى ولو بحدود ....
حدِّثني ولو بكلمة !!!!
او اقل لك دعني أرى واسمع واتعامل واقترب منها بنفسي لكي أصدق الوجه الأخر
فالمعاشرة و القُرب أكبر دليل على النفُوس واكبر مُقنع على مر الزمان ...
فمهما وصفت لي لن أصدق إلا بالمعاملة المباشرة والحديث مع هذة العقلية المتلونة
فتحدث ارجُوك حتى اعلم مع من اتكلم واتعلم كيف يكون الوجه الأخر ....
ف لقد مررت بـ ليالي كنت أقول لنفسي "غدًا ستنتهي هذه الفترة الصعبة" أكررها كل يوم حتى اكتشفت إنني تجاوزت فترات مختلفة من التعب دون أن أستريح ..
كلما هربت من فـخ تعثرت بـ فخ أخر ..
حتى نسيت أي فترة كنت أقصدها وكنت أقول عنها "ستنتهي"، اكتشفت إن الشيء الوحيد الذي انتهى هي طاقتي !!
و تأكدت ان الكأس لا يمتلئ من نقطة
والإنسان لايغضب من كلمة
القصة قصة تراكمات
نصغر عشرين عاما بكل كلمة طيبة تُقال لنا
ونكبر ألف عام، ونحمل داخلنا ثقل السنين مع كل كلمة موجعة
مُخطئ من يظن أنّ الكلام يُسمع عبثا
إنّ ماتصنعنا حقا هي الاحاديث الجميلة
الكلمة الطيبة، اللطف والمودة
إنّ الانسان كائن هش، كلمة طيبة قادرة أنْ ترفعه عاليا وكلمة جارحة قادرة على طرحه ارضا ...
فأتعبني حناني، ولين قلبي، وكثرة صمتي وعدم شرح مابداخلي، اتعبني التجاوز المستمر، والتظاهر باللامبالاة، والثقة المفرطة في الجميع، اتعبني حدسي ودقة ملاحظتي في كل شيء، اتعبني تعمقي في الأشياء وكثرة تحليلُها، اتعبني كل شيء بداخلي ولم أعلم يومًا كيف أتوقف ....
وتيقنت اننا سوف نُقابل في طريقنا المُحبِطين والفاشلين، وسنقابل ثلة من المنافقين، لكنّنا سنواجه انفسنا قبل كل ذلك، فكُن أكثر حذراً حينها، إنّها أهم معركة ستخوضها ..
فيكُون المحزن حينها هو ليس أن الحياة قصيرة، إنما المحزن هو أننا نبدأ الحياة متأخرين ...
ولكن تعلمنا ان الحياةُ مواقف وتجارب ،
فيها شهد النحل وسموم الأفعي ،
وفيها شهامة غريبٍ وخذلان أقارب .
هناك مواقف أيقظتنا وصنعتنا من جديد
وهناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل ....
هناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتنا الأنتباه ،
وهناك مواقف تُجبرك أن تضع حاجز
لمن كان قريباً منك
فمن أكرمك أكرمه،
ومن أستهان بك أكرم نفسك عنه ،
وأما مَن أشترى خاطِرنا ولو بشقِ تمرة أشترينا له الدُنيا وما فيها ..
فسلاماً على عيون لا زالت تضحك وقت ارتكب الحزن فيها الف مجزرة ..
و أدركت حينها ان وحدهم من يغلقون الأبواب دون إصدار ضجيج لحظة خروجهم، لا يعودون .