حديث اليوم.. ودعاء الكرب
ما من إنسان إلا وتمر به أوقات صعبة وأزمات شديدة، ويجب على كل مسلم إذا ضاقت به الدنيا أو وقع في كربة من الكرب أن يفزع إلى الله ربه وإلهه وخالقه ومولاه؛ فهو وحده القادر على كشف الهم والغم، والدعاء من أسباب رفع البلاءدعاء الكرب
وقد علمنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ماذا يقول المسلم، وماذا يدعو وقت الكرب والشدة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم).
وفي هذا الحديث الشريف يحكي لنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كان يقول عند وقت الكرب والشدة واشتداد الغم عليه، واستيلائه على نفسه الشريفة: (لا إله إلا الله)، والتي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله (العظيم)، عظيم القدر، جليل الشأن في ذاته وصفاته وأفعاله، (الحليم)، الذي لا يعاجل العاصي بالعقوبة، بل يؤخرها، وقد يعفو عنه مع القدرة عليه، (لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض)، بمعنى خالق كل شيء في السماوات والأراضين وما بينمها من بحار وأنهار وكائنات ومجرات ونيازك وأقمار وكواكب وشهب، ومالك هذا الكون ومصلحه، والمتصرف فيه كيفما شاء ووقتما شاء، رب العرش الكريم، فقد وصف "رسول الله صلى الله عليه وسلم" رب العزة بالكرم، أي بالحسن من جهة الكيفية، ووصفه بالعظمة من جهة الكمية، "والعرش" هو عرش الرحمن الذي استوى عليه جل جلاله، وهو أعلى المخلوقات وأكبرها وأعظمها، وله قوائم، وله حملة من الملائكة يحملونه، والله فوق العرش سبحانه وتعالى.
وهذا الدعاء قد اشتمل على توحيد الألوهية والربوبية، ووصف الرب سبحانه بالعظمة والحلم، وعظمته المطلقة تستلزم إثبات كل كمال له، وسلب كل نقص عنه، وحلمه يستلزم كمال رحمته وإحسانه إلى خلقه؛ فإذا علم القلب هذا وتحققه أحب الله تعالى وأجله، فحصل له من الابتهاج واللذة والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب والحزن والهم والغم.
٠