فلسطين وعام المرأة العربية

يا نخلتي في الأرضِ... يا وجعَ المدى
يا زهرةً نزفتْ على كَفِّ الردى صدى
يا أمّةً عرجتْ على أكتافِ محنتِها
وغفَتْ على ألمِ الرحيلِ بلا غدى
في عامِكِ المصلوبِ فوقَ جباهِنا
تنثالُ جراحُ الأرضِ أنَّةَ موقدا
ما بينَ خيمةِ لاجئٍ، وجدارِ خوفٍ
صوتُكِ المختنقُ قد عادَ مرددا:
"أنا ابنةُ الأيامِ، سيدةُ الوجعِ
أنسابُ مثلَ السلسبيلِ إلى غدى..."
(2) المنفى
________
صارت ضفائركِ القصائدَ في النوى
وتشققتْ في راحتَيكِ خرائطُ الأسى
مُنفيّةٌ، تحملينَ حُلمَ الوطنِ
وتزرعينَ الأرضَ أشواكًا وهوى
يا امرأةَ المنفى، ويا لغةَ الشتاتِ
هل ضاقَ بكِ هذا الفضاءُ... أم اتسع؟
بكيتِ فوقَ الطينِ، فوقَ حقائبِ
قد أنهكوا أكتافَها، والدمعُ ما انقطعَ
في المنفى، صرتِ خريطةً تبكي على
نهرِ الدموعِ... وتنتحبُ المدنُ معًا
(3) الأم
______
يا أمُّ، يا عصفورةً ملتْ مواويلَ الحنينْ
تحنو على طفلٍ صغيرٍ... والأنينْ
يلقي عليها الحربَ ضبعٌ عابرٌ
فتشدُّ أزرَ الروحِ، تمضي للجَنينْ
وتخبزُ الآهاتِ خبزَ صمودِها
وتُغني:
"لا بأسَ يا ولدي... سنرجعُ ذات حينْ..."
تُرضعُهُ وطنًا، ومأذنةً، ودعاءْ
وتحفرُ فوقَ جبينِهِ حرفَ الرجاءِ
(4) الطفلة
_______
من أينَ جاءتْ هذي الطفولةُ بالدماءِ؟
ومن الذي علمَ البنفسجَ أن يبكي بالرداءِ؟
طفلتي... يا نبضَ أرضي المصلوبِ
يا عنقودَ دمعٍ فوقَ أكتافِ المساءِ
ألقيتِ دُميتَكِ القديمةَ في الثرى
وحملتِ أنقاضَ المدينةِ للبكاءِ
تمشينَ، حافيةَ الخطى، والريحُ تقتلكِ
وتحملينَ الحلمَ... أضغاثَ الرجاءِ
(5) العروس
_________
ويا عروسَ النارِ، يا نبعَ البكاءِ
من الذي كسرَ الخواتمَ في يديكِ؟
من الذي خطفَ العروسَ من المدى
وزفَّها للحربِ ثوبَ الكبرياءِ؟
كانت خُطاكِ إلى الزفافِ معطرةً
واليومَ تنثُرُها الجراحُ بلا مضاءِ
في عامِكِ المنكوبِ، يا رمزَ الهوى
غدتِ القصائدُ كلها وجعَ السماءِ
(6) العودة
_______
لكنني أسمعُ الخطى في آخرِ الدربِ الطويلْ
أرى سنابلَنا تلوحُ... وتسجدُ الطرقاتُ للنخيلْ
وأراكِ يا امرأةَ الخلودِ،
تنهضينَ على رمادِ الليلِ والنحيبِ الثقيلْ
راجعةٌ...
من بينِ أنقاضِ الحكاياتِ العجافْ
تغسلينَ الأرضَ من وجعِ الجفافْ
فلسطينُ...
يا أميرةَ كلِّ أعوامِنا
يا وشمَ أغنيتنا... ويا نارَ اعترافْ