العرض والطلب فى فترات الأزمات الاقتصادية بقلم : محمد علي فؤاد
تعد نظرية العرض والطلب هى اكثر نظريه واقعيه فكلما زاد السعر قل الطلب وكلما قل السعر زاد الطلب
فبدراسة سلوكيات المستهلكين نجد أن تلك النظرية يتم تطبيقها كما هى على ارض الواقع فتلك النظرية تعد وبحق من اهم النظريات التى يجب على التجار واصحاب رؤوس الاموال والمنتجين للسلع والخدمات
أن يفهموها جيدا وان تكون محل اهتمامهم وخاصة عند قيامهم بتحديد اسعار ما يقدمونه من سلع وخدمات لأننا فى سوق مفتوح يعرض فيه اكثر من تاجر نفس السلعه و بدراسة سلوكيات المستهلكين للسلع والخدمات نجدهم دائما ما يفضلون شراء ارخص السلع حتى يحصلون على كميات اكثر وخاصة اذا ما تساوت السلع أو الخدمات واصبح المنتجون ينتجون نفس السلعه بنفس الجوده فلا افضلية لنفس السلعه حتى يتجه المستهلك لشراء السلعه الاغلى ثمنا ويترك السلعه الارخص
فيجب على جميع التجار واصحاب الأعمال و نظرائهم ممن يؤدون الخدمات مراعاة سلوكيات المستهلكين والتى تعبر عنها بحق نظرية العرض والطلب فكلما زاد السعر قل الطلب على السلعه أو الخدمه وكلما قل السعر زاد الطلب على السلعه أو الخدمه فكلما باع المنتج للسلعه كميات كبيرة زاد هامش الربح وكلما باع كميات اقل قل هامش الربح وزادت خسارته حتى يخرج من المنافسة نهائيا وهذا هو الواقع وهذا من باب النصيحة
فليس من الشطارة كما يقال رفع اسعار السلع والخدمات فى اوقات الأزمات فالشطارة الحقيقية هى استمرار عملية الانتاج حتى ولو بهامش ربح بسيط حتى يستمر الطلب على السلعه أو الخدمه فإذا قل الطلب على السلعه سيضطر منتج السلعه الى تخفيض الكميات التى ينتجها أو تخزين الكميات التى لايستطيع بيعها مما يكبده مصاريف لا فائدة منها سوى أنه تؤدى إلى استنزاف اصل رأس المال وتاكله
والتاريخ خير شاهد على ذلك وفيه العظه والعبرة
فكثير من ألمنتجين والتجار ممن بلغوا ذروة المجد والثراء بسبب اتباع الهوى والسعى وراء تحقيق اكبر قدر من الربح دون النظر فى سلوكيات المستهلكين
وعدم اتباع النظريات العلميه فى مجال الانتاج والبيع والشراء خسروا اغلب تجارتهم بل ومنهم من افلس وهذا الامر ينطبق على السلع والخدمات ايضا
فالازمات الاقتصادية خير معلم للمستهلك فمبراجعة التاريخ ايضا نرى كثير من السلع بسبب ارتفاع اسعارها اختفت من الاسواق وقل الطلب عليها و لم يعد لها اى وجود فى الاسواق وذلك بسبب امتناع المستهلكين عن شراءها مما ادى إلى قيام المنتج بالتوقف عن انتاج تلك السلعه
ففى سلف الزمن كان يقال عندما يتحدثون عن التجاره البقاء للأقوى
اما الآن بعد انتشار الوعى و اختفاء الاحتكار وأصبح للسلعه اكثر من منتج أصبح البقاء للأذكى وليس الاقوى
فالتجارة لاتحتاج إلى قوة لكنها تحتاج إلى ذكاء
وخاصة فى فترات الازمات
فمن يرغب فى البقاء فليعمل بذكاء وليس من الذكاء تحقيق الربح فى الأزمات
فكلما قل السعر زاد الطلب
وكلما زاد السعر قل الطلب