18:10 | 23 يوليو 2019

" من الأعياد الكبري ". ماذا تعرف عن عيد الغطاس

3:11pm 19/01/22
صورة أرشيفية
ماجد الفار

 عيد الغطاس، أحد الأعياد السيِّدية الكبرى التي يحتفل بها أقباط مِصر في التاسع عشر من يناير الموافق العاشر من طوبة. فكل التهنئة.
أسماء عيد الغطاس.
.
يُطلَق على عيد الغطاس عدة أسماء منها: عيد "الأَبِيفانْيا"، وعيد "الثِيؤفانْيا"، وعيد "الظهور الإلٰهيُّ"، وعيد "تكريس المياه"، وعيد "التنوير"، وعيد "العِماد". وعند الكنائس السُريانية والأرمينية يُسمَّى عيد "الدِّنح"، وهي كلِمةٌ سُريانية تعني "الظهورَ والإشراق" وتشير إلى ظهور السيد المسيح - عليه السلام - في الحياة العلنية وإظهار ذاته أمام الشعب.
.
الاحتفال بالعيد
وحسب التقاليد الكنسية، فإن الاحتفالَ بهذا العيد جليلٌ، فقد ذكر القديس يوحنا الذهبيُّ الفم بطريرك أنطاكِية: "إن عيد الظهور الإلهيُّ هو من الأعياد الأوّلية عندنا". وكان من عادة المسيحيِّين القُدامى أن يُعَمِّدوا الموعوظين في هذا العيد، ولا يزال البعض يُعَمِّدون أولادهم فيه.
.
مظاهر العيد
تتفق الكنائس جميعًا في احتفالاتها بصلوات لتبريك المياه تُسمَّى صلوات "اللَّقّان"، التي يبارَك بها الشعب والمنازل والحقول. (و"لقان" هو اسمٌ يونانيٌّ، ويعني الإناء الذي يُوضع فيه الماء للاغتسال، ويُطلق على الصلواتِ التي يُقدس فيها اللقان، حيث يُصلي الكاهنُ على الماءِ الذي يملأ به هذا الاناء، ليجعل منه قوة للشفاء والتقديس).
.
بُلغاريا واليونان وإسطنبول
ويُحتفل هناك بإلقاء صليبٍ في البحر، ثم يغوص الشباب فيه لاسترجاعه، والفائزُ هو من يستطيع الإمساك بالصليب واستعادته.
.
إسبانيا وأمريكا اللاتينية
وتجري الاحتفالات هناك في مواكب موسيقية مُزيَّنة ضخمة ومُبهرة بأضوائها وألعابها النارية، وتُقدم الهدايا على غِرار ما كان من قِبل المجوس الثلاثة. وتقدم "لابيفانا" ـ وهي تماثل بابا نويل ـ الهدايا إلى الأطفال فى ليلة السادس من يناير من كل عام الذي يعيِّدون فيه بالغِطاس.
.
العراق وسوريا ولبنان
وفي الشرق، تكون ليلةُ عيد "الغطاس" أو عيد "الدِّنح" حسبما يطلقون عليه، ليلةً خاصة جدًّا، إذ يؤمنون بأن "السيد المسيح" يمر ليُبارك البيوت والناس، فيُوقدِون مصابيح المنازل طَوال الليل، ولا يُغطون الدقيق ليبارك في معاجنهِم وخبزِهم.
.
ومن عادات العيد هناك، البحث عن زهور "بَخور مريم" وجمعها في عِقدٍ من خَيط الكَتان لليلة العيد، وبعد أن يبارَك في العيد، يُحفظ لحرق بعض حُبيباته كبَخورٍ حال حدوث مرض أو مشكلة، وأيضًا في ليلة العيد، تُحضَّر عجينة من دون خميرٍ، وتُوضع في كيسٍ من الكَتان الأبيض مع عِقد بَخور مريم على شجرة مباركة.
.
وفي منتصف ليلة الغِطاس، يستحم الجميع بالمياه المُسخنة بحطب السِّنديان. ثم يضعون خَيط كَتان أبيض على معاصم الأيدي وأعمدة البيت، وفي الصباح الباكر، يخرجون حاملين زجاجاتٍ وأباريقَ مياه لحضور صلاة تبريك المياه، وبعدها تُرش المياه على كلِ الحاضرين في الكنيسة. ثم تبدأ صلاة القداس، وبعد الانتهاء يأخذون من المياه المباركة إلى بيوتهم ليشربوا منها خلال السنة، وليَرشُوا المنازل وشجرة الميلاد ومغارته والحقول بالماء المقدس، وفي صباح العيد، يُهنئ الناسُ بعضهم بعضًا بعبارة "دايم دايم أخدت شطارتك" والتي تعني أن المسيح هو نفسه منذ الأزل وحتى النهاية، وانه يَحضر في هذه الليلة ليزور الناس وأن حضوره يبعث الفرح والسرور في النفوس، وما زالت تتردد وبخاصة في القرى.
.
ومن العادات الشعبية في يوم "عيد الغطاس" الاستحمام، إذ يعتقد الناس أن المياه تتقدس في هذا اليوم كما تقدست مياه "نهر الأردنّ" بمعمودية السيد المسيح فيه. ثم يُؤخذ كيسُ العجينة إلى النبعِ لتغطيسه في المياه ثلاث مرات، ويكرَّر هذا ثلاثةُ أيامٍ متتالية، ثم يُدخَل بالكيس بعدها إلى المنزل لتُستخدم تلك العجينة كخمير لخبز المنزل طَوال السنة، ويُستخدم بعضٌ منها لإعداد حَلْويات الغطاس ومأكولاته.
.
ومن أنواع الأطعمة المُرتبطة بهذا العيد: العوامة، الزلابية، أصابع العروس، القطايف، وهي مصنوعة من العجين بأشكال مختلفة، وتُقلى بالزيت، ثم تُحلَّى بالسكر وترمز إلى الغطاس، إذ تُغطَّس في الزيت أولًا، ثم تخرج بشكلٍ جديد.
وفي حِمْص بسوريا، تُعرفُ حَلْويات "عيد الغطاس" بـ "الكرابيج" وهي تُصنع من الدقيق والسمن ويُصنع منها أصابعَ صغيرة محشوَّة بالجوز، وكذلك "السمبوسك" وهي قطعٌ من العجين تُحشى بالجوز والسكر ثم تُقلى بالزيت أو تُوضع بالفرن، و"القراقيش". وكل هذه الحلوى تُغطس رمزًا إلى الغطاس.
.
الأردن
وللعيد مذاقٌ خاص على ضفاف نهر الأردنّ، حيث يحتفل المسيحيّون الأُرثوذكس بعيد الغطاس كمثال عماد السيد المسيح في نهر الأردنّ، فيغطَس البعض في النهر، في حين يتبارك الآخرون من الماء بغمس بعض الأقمشة.
.
روسيا
تحتفل الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بعيدِ "الغِطاسِ" بإقامة القداسات الدينية في الكنائس، ومباركة المياه بعد فتح ثغرة على شكل صليب. ويعقُب الصلوات، الاستحمام في المياه الباردة المتجمدة اولتي يُعد الغطس فيها تقليدًا قديمًا.
.
إثيوبيا
يُعد عيد الغطاس هناك أحد أهم الاحتفالات الدينية، حيث يحتشد آلاف في الشوارع للاحتفال به، ويتجمعون للحصول على بركة المياه المقدسة التي تمثل تعميد السيد المسيح، التي تُشير إلى بدايةِ حياةٍ جديدة.
.
مِصر
في  مصر، يجري الاحتفال بصلوات العيد في ليلته، باعتبارِ أن معمودية المسيح كانت في العاشرة مساءً، وأن السماء تُفتح فيها وينزل الروح القدس مُطهرًا المياه من الأرواح الشريرة.
.
وكما أن طقوس هذا العيد ارتبطت بالغطس في نهر الأردنّ بفلسطين، هكذا أيضًا ارتبطت في مِصر بمياه نهر النيل بعد تقديسها، وكانت تُجرى على ضفاف نهر النيل أربعة طقوس: أولها صلوات تقديس مياه عيد الغطاس، والثانية صلوات ليبارك الله مياه النيل، والثالثة تُقام عند تأخُرِ فيضان النيل، ثم أخيرًا صلوات تقديس مياه النيل في عيد الصليب.
.
وذكر المؤرخون أن طقوسَ احتفال المسيحيِّين في مِصر بعيد الغطاس كانت تُقام على ضفافِ النيل حاملين المشاعل، ثم يغطَّسون في النهر بعد الانتهاءِ من الصلوات وإلقاء الصليب المقدس فيه، ثم يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال، وبقيَّ طقس تقديس المياه في عيد "الغطاس" داخل الكنيسة حيث تقام صلاة "اللَّقّان" ليلة العيد.
.
العيد طقسيًّا
في ليلة العيد، يُعد "اللَّقّان" بغسله جيدًا ومَلئه بالماءِ العَذبِ، أو بوضع الماء في إناءٍ كبير على مِنضدة وعن يمينه ويساره شمعتان، ثم تبدأ مراسم صلاة اللَّقّان أي "تبريك المياه"، يتبعها رشم الحاضرين بالماء للبركة، ويُختتم بصلوات القداس الإلهيّ.
.
عادات الطعام
يندُر أن تجد بيتًا مسيحيًا  في مِصر لا يطبخُ "القلقاس" أو يخلو من القصب والبرتقال في يوِ عيد الغطاس، ولكل منها علامة تشير إلى العيد. ففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، إلا أنها تتحول إلى مادةٍ نافعة عند اختلاطها بالماء إشارةً إلى الماء الذي يطهِّر. أيضًا القلقاس ينمو في باطن الأرض "مدفونًا" فيها ثم يخرج منها ليصير طعامًا، مثلما هو "الغطاس" نزولٌ إلى الماء يعقبه صعودٌ.
.
أمّا القصب والبرتقال، ففي داخلهما سوائل كثيرة وهو ما يرمز إلى ماء المعمودية، وأما مذاقهما الحُلو فيرمز إلى بَركة المعمودية ونَيل مغفرة الخطايا، كما كانت الفوانيس قديمًا تُصنعُ من  قشر البرتقال وتُقد داخلها الشموع احتفالًا بالعيد.
.
كما يذكر المؤرخون أن المصريِّين جميعًا كانوا يحتفلون بعيدي الغطاس والميلاد بالتنزه على نهر النيل وركوب المراكب لتمتد فرحة العيد شاملة مِصر كلها، وكانت الاحتفالات غير مقصورة على المسيحيِّين في مِصر، بل شاركهم المسلمون فيها أيضًا بحبٍ وتسامح، إلا أن هذا تغيَّر في زمن العثمانيين.
.
وقد سادت هذه الحِقبة التاريخية المحبة والتسامح، حيث شارك فيها الحكام ـ أمثال الحاكم بأمر الله الفاطمي، والمتوكل، وهارون الرشيد ـ في جميع الاحتفالات الدينية القبطية، مما خلق أجواءً من المحبة بين عموم الشعب، ففي الاحتفالاتِ والأعياد تتقارب الأنفُس والقلوب ويعُمّ السلام..

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn