الجريمة المشتركة بين المحليات والمواطن تفريغ مياه الصرف بالاراضى الزراعية
ظاهرة تفريغ مياه الصرف الصحى بالاراضى الزراعية أصبحت مرعبة للالاف من المواطنين حيث تمثل الجريمة المشتركة بين ثقافة المواطن وإهمال وتجاوزات المحليات فقد بدات تنتشر أنتشارا لافتاً للنظر حيث يتم ذلك عن عمد أحياناً عند نقص المياه فى بعض المناطق من أجل رى المحاصيل الزراعية أو الإهمال وغياب رقابة الإجهزة المحلية فيتم التخلص من حمولة سيارات الكسح بتفريغها في الترع أو الزراعات برغم أن قانون البيئة رقم (4) لسنة 1994، يهتم بالشروط والمواصفات القياسية لنوعية مياه الصرف الصحي المعالج وكذلك المخالفات والعقوبات المقررة للمخالفين.
فى البداية يقول المهندس محمد محروص رئيس الإدارة الزراعية بطهطا سابقاً ، إن مخلفات الصرف الصحي، تشكل خطراً بالغًا على الأراضي الزراعية، خاصة في مواسم الجفاف،حيث أن هذه المخلفات السائلة لا تزال محملة بتركيزات عالية من الملوثات المختلفة العضوية وغير العضوية، أو الميكروبيولوجية. تلك المخلفات تحتوي على والمواد العضوية تشمل المخلفات الآدمية والصابون والمنظفات الصناعية، ومواد دهنية وشحومات ومواد غذائية ومخلفات ورقية وأملاح معدنية وخاصة الفوسفور والنترات، بالإضافة إلى البكتريا والفيروسات التي تزيد من ملوحة التربة
وفى نفس السياق أوضح حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن ري بعض الزراعات بمياه الصرف الصحي أو الصرف الزراعي يرجع لعدة أسباب، منها:
عدم وصول المياه العذبة إلى تلك الزراعات، حيث تكون غالبًا على أطراف المحافظات، ومن الأسباب أيضا ردم الترع والمساقي وعدم تطهيرها، هذا بالإضافة إلى تبوير الأرض لتحويلها إلى أراضي مباني، لافتًا إلى أن الري بمياه الصرف الصحي والزراعي غير المعالج يؤدي إلى إصابة الإنسان والحيوان بأمراض خطيرة، وذلك لأن النباتات التي تروى بهذه المياه تظل عالقة بها.
ويطالب" أبو صدام" الجهات الرقابية بضرورة متابعة المزروعات التي تروى بمياه الصرف الصحي، ومعاقبة الفلاحين الذين يقومون باستخدام مياه الصرف الصحي غير المعالج لري الأراضي الزراعية، مشددًا على ضرورة سن قوانين تجرم ذلك، فمن الممكن أن تروى الزراعات بالصرف الصحي أو الزراعي، ولكن بعد معالجتها لضمان صلاحيتها للري
وأضاف السيد مصطفى العمده بالاتحاد العام للفلاحين ،إن الري المتكرر والمستمر لسنوات طويلة بمياه الصرف الصحى الغنية بالأملاح والصوديوم يشكل خطرًا على سلامة التربة، ويمكن أن يؤدي إلى تآكل بنيتها وإضعاف خصوبتها، مع تدهور تدريجي لصلاحية هذه الأرض للزراعة على المدى الطويل.كما يؤدي ذلك إلى اختلال توازن المواد الغذائية في التربة، وازدياد نسبة السموم فى الزراعات
لاحتواء تلك المياه على تراكيز عالية جدا من الكائنات الدقيقة الممرضة، بكتيريا وفيروسات وطفيليات وبيض ديدان التى. تسبب أمراضا للإنسان إذا ما تجاوزت مستويات محددة.عبر تراكمها في أنسجة النباتات، وكذلك في أنسجة الحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات، مما يؤدي إلى تراكيزت عالية جداً تهدد سلامة الإستهلاك البشري لهذه المحاصيل، ومنتجات تلك الحيوانات التى تتغذى على هذة الزراعات
.
وتابع السيد مصطفى من جهة أخرى، إن كميات الأملاح الكبيرة في المياه المبتذلة يمكن أن تسبب ضررا للمحاصيل، وتخفف من إنتاج بعض المحاصيل الحساسة للإملاح، وخسائر إقتصادية
ا.
وقد حصل الخبر الفورى على دراسة للدكتور نبيل فتحي السيد، بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، التابع لمركز البحوث الزراعية،تؤكد أن المخاطر السمية التي تتعرض لها الأرض الزراعية نتيجة الري بمياه الصرف الصحي غير المعالجة، سواء كانت مخلفات المصانع أو المحال التجارية أو المنازل تؤدي إلى ارتفاع نسبة عناصر البورون والكلوريد والصوديوم والعناصر الثقيلة بتركيزات تزيد عن الحدود المسموح بها، ما يسبب احتراق أوراق النبات، وبالتالي تقليل إنتاجيته.
وتوضح الدراسة أيضاً مدى المخاطر الصحية التي يتعرض لها الإنسان نتيجة النيتروجين الذائب، الذي يتأكسد إلى نترات، يعرض الإنسان إلى أمراض كثيرة، إذ يصل أيون النترات والنتريت مع مياه الري أو الصرف أو تختزنه ا.وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان، فتسبب فقر دم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار.أما العناصر الثقيلة التي تنتقل عبر مهلفات الصرف، فمثل النيكل- الكوبالت- الزئبق- الرصاص- الكادميوم- الفلوريد- السلينيوم، والزئبق والمنجنيز يؤثران على المخ والأعصاب، والكوبالت واليود يؤثران على الغدة الدرقية، والزئبق والكادميوم يؤثران على الكلى.
أما السلينيوم يؤثر على الأسنان واللثة، والرصاص يسبب أمراض الدم والقلب والسرطان، والحديد والنحاس والزنك والمنجنيز وجودها بتركيزات عالية جدا يؤدي إلى تحويل النباتات الغذائية إلى نباتات سامة.
إلى جانب وجود العديد من بويضات الطفيليات المسببة لكثير من الأمراض البلهارسيا والأنكلستوما والإسكارس والديدان الكبدية، بالإضافة إلى وجود البويضات التي تسبب الأمراض للماشية والتي تنتقل للإنسان مثل التينيا سوليوم والتينيا ساجنيتا، وكذلك التدهور في كل الصفات النباتية ونسبة الإنبات، بسبب التلوث بعنصري الرصاص والنيكل.
يتابع الباحث فى دراسته أن ما ينتج يوميا على مستوى الجمهورية يبلغ نحو 6.3 يزيد إلى 8.3 مليون متر مكعب يوميا حتى عام 2017، ويعاد استخدام ما يقرب من 0.7 مليار م3/ سنة في الزراعة، يتوقع زيادته إلى 2.5 مليار م3/سنة 2017.
وأختتم الباحث نبيل فتحى أن مياه الصرف وفقًا للدراسات الزراعية والبيئية تشكل تقريبا ما يعادل نحو 10% من الموارد المائية المتاحة في مصر، لذلك فإن استغلالها أمر حتمي في الغابات الشجيرية، من أجل الحفاظ على البيئة والصحة العامة
ويناشد المواطنين الإدارة المحليه بتشديد الرقابة على عربات الكسح بعدم تفريغ الصرف الصحى داخل الترع والزراعات حرصاً على سلامة المواطنين