18:10 | 23 يوليو 2019

فاتن ابوسديرة تكتب مَّن المتهم فى جريمة الاسماعيلية؟

4:05pm 03/11/21
صورة أرشيفية
فاتن ابوسديرة

استيقظنا هذا الاسبوع على جريمة مروعة هزت وجدان الشارع المصرى وارقتنا جميعا 
ففى صباح يوم عادى يبدو ككل يوم تربص مجرم بضحيته وما ان لمحها حتى بادر ه بطعنات متتالية اسقطته ارضا مضرجا فى دماءه ولم يكتف المجرم بذلك بل جثم على ركبتيه كالجزار الذى يتعامل مع ذبيحته وفصل رأس الضحيه عن جسده ممسكا بالرأس فى يده مترجلا بالشارع وسط ذهول المارة والوقوف دون اي تدخل من محيطيه
ولم تكن هذه الجريمة على بشاعتها هى الاولى فى الاونه الاخيرة بل شهدت الشهور الماضية عدة جرائم لا تقل بشاعة وعنف عن هذه الجريمة فتكاد تطل علينا وسائل الاعلام يوميا بجرائم ترويع وترهيب وعنف يشيب لها الوليد الاب الذى يلقى رضيعه حيا فريسه للكلاب انتقاما من امه 
وتلميذ الابتدائى الذى يعتدى على زميله بسلاح ابيض داخل اسوار المدرسة 
والطبيب الذى ينكل بممرضه ويأمره بالسجود لكلبه ….. جرائم يندى لها جبين المجتمع باسره 
اختلف مرتكبوها فى اعمارهم وعقائدهم وطبقاتهم واتفقوا حول شريعة الغاب و انتزاع ما يرونه حقا لهم بأذرعهم دون انتظار لعقاب مجتمع او ادانة قانون 
فمن المتهم ؟ولمن تشير اصابع الاتهام فى هذه الجرائم؟ 
نحن جميعا شركاء نعم شركاء فى جريمة كل مجرم تركه المجتمع فريسة لعزلته ولمشاكله ولم يصغ اليه او يتدخل لعلاجها كلنا مذنبون الاسرة ،المدرسة، دور العبادة، مراكز ومؤسسات التاهيل النفسى والاجتماعى ،الثقافة والاعلام …. 
وكأن الجميع اجتمع على هدف واحد هو قتل البراءة وافساد الشباب كل يلقى بالمسئولية  على الاخر 
فالاسرة تلهث وراء لقمة العيش وتهرول وراء تعليم بلا تربية او تقويم سعيا وراء الحاق الابناء باحدى كليات القمة  فانصرف الابناء اما لرفقاء السوء بالشارع او لما تبثه الشاشات من دراما عنف وبلطجة او للشبكة العنكبوتية التى جعلت بين اصابعهم اى مواد مسممة  دون رقابة او توجيه 
والمدرسة غادرها مدرسوها الى العمل بمراكز الدروس الخصوصية لجمع المال متناسين دورهم الرئيسى فى تنشئة الطالب وتقويمه بمشاركة الاسرة واقتصر تطوير التعليم ومؤسساته على استخدام التابلت دون النظر لاحتياجات مستخدم هذا التابلت نفسه النفسية والاجتماعية وليس العلمية فقط
والمؤسسات الدينية ودور العبادة توقف بها الزمن  عند الخطب الجوفاء بديهيات الدين التى تتناول موضوعات قتلت بحثا دون تطوير حقيقى او رؤية شاملة تواكب ما يستجد من مشكلات فى المجتمع 
حتى مراكز ومؤسسات التاهيل النفسى والاجتماعى اكتفت بدراسات اكاديمية وبحوث نظرية توصيات وارشادات على ورق ينتهى بها المطاف الى مطاعم "الفول والطعمية"لتغليف طلبات الزبائن دون دور فاعل او غوص فى الشارع ومناقشة لمشكلاته وتطويع الدراسات الاكاديمية لخدمة المجتمع وتقديم الحلول والعلاج لهذه المشكلات 
اما المؤسسات الاعلامية والثقافية فحدث ولا حرج تلاشى دورها الرقابى والتثقيفى على ما يدخل البيوت فى عصر السماوات المفتوحة فاقتحمت بيوتنا افلام ودراما تروج للبلطجة والعنف والجريمة فرأينا البطل الاسطورة فى الانتقام يسترد ما يراه حقه بالعنف والقوة من خصمه دون لجوء لمجتمع او انتظار لادانة قانون ومع غياب الدور الرقابى والتوجيهى للاسرة والمدرسة اصبح هذا البطل قدوة لجيل لم يجد القدوة فاتخذ شريعة الغاب منهاجا وعاد بنا الى سياسات العصور الوسطى التى سادها التعذيب والتنكيل بالخصم. 
وحتى الموسيقى التى من المفترض انها توظف للسمو بالحس والوجدان تحولت لعشوائية وقبح بالمهرجانات وكلماتها الركيكة المبتذلة التى انهالت على آذان المراهقين و الشباب ووجدت ضالتها لديهم فجمع منتجوها الاموال الطائلة من ورائها وصدروا لنا جيلا مغتربا عن مجتمعه وثقافته وتقاليده
اسباب وعوامل وكأنها تضافرت جميعا لخلق ما نراه اليوم من اندثار لسمات الشخصية المصرية التى طالما وصفت بالشهامة والتدين الفطرى والالتزام خلقت جيلا غير سوي نفسيا واجتماعيا و غير مؤهل علميا ولا حتى تعليميا رغم الخطب والتصريحات التى تشنف اسماعنا من وقت لاخر حول تطوير التعليم وتجديد الخطاب الدينى واحتضان الشباب 
كل هذا لم يأتى اكله بل بات التقصير  فيه هو احد المعطيات التى ادت الى ما نراه من نتائج وهو حطب النيران التى ستأتى على الاخضر واليابس ان لم نعيد النظر فى المنظومة المجتمعية ككل بدءا من الخلية الاولى الاسرة

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn