عبدالحى عطوان يكتب :- واقعة المتحرش الوعاظ والإعلام رفقآ بنا !!
تابعت بشدة تناول وسائل الإعلام لمقطع المتحرش بطفلة المعادى الذى تم نشره أولآ عبر وسائل التواصل
أولآ ..برغم أن المقطع كارثى ويكشف عن مدى الخلل الموجود بمجتمعنا المتدين بطبعه، والذى يضج بآلاف الوعاظ والمرشدين الدينيين ، ما أثار دهشتى بشدة الموجة الكبيرة للبوستات الدينية بالنصح والإرشاد، والأخرى بالحكم المسبق بالإعدام، التى أجتاحت مواقع التواصل الإجتماعى أثر نشر الفيديو
فبين ليلة وعشاها اصبحنآ قديسين وملائكة.
ثانيآ ... برغم ان الحدث يمثل كارثه صادمة لكل قيمنا المجتمعية والأخلاقية والدينية، إلا أن ما نغض عنه البصر، ويؤكد أننا مصابين جميعآ بالشيزوفيرنيا،
أنه يتكرر آلاف المرات يومياً أمام أعيننا ويمر مرور الكرام بدون ضجة إعلامية أو عقاب ،لأسباب كثيره منها موروثنا الثقافى والدينى الخاطئ ،
ثالثآ....ارى أن كافة البرامج تناولت الحدث ظاهريآ دون التطرق لتفسير سلوك المتحرش من الناحية الطبية ، الذى يحمل كم هائل من المتناقضات من واقع صفحته الشخصية وهيئته وملابسه فقد يكون مصاب بمرض (الولع الجنسي بالاطفال ) والمعروف طبيآ بأسم "البيدوفيليا" وأنا هنا لا أبرر سلوك المتحرش
رابعآ....ايضأ لم توضح وسائل الإعلام للمشاهدين الشرح الكافى لأعراض هذا المرض، وبيان ما يتسبب فيه من خلل ببعض مناطق العمل بالدماغ، تكون نتيجته أضطراب عقلى، يحول الشخص إلى سيكوباتى، فيشعر دائمآ بالكبت الجنسي ،والنقص والإحتياج، وهو كثيرأ ما تصاب به الشخصية المضطربة الغير سويه النشأة أو التى تنمو فى أسرة مضطربه ،
خامسآ ...ومن الأسباب التى جعلتنى أرى فشل الإعلام فى تناول الحدث من وجهة نظرى الشخصية، أنحيازه التام إلى الفرقعة الإعلامية ونسبة المشاهدة، وتكرار نشر المقطع للإثارة، وأعلاء الجانب العقابي،دون النظر إلى إنحيازات أخرى مثل أسرته وأطفاله والمعاناة النفسية لهم أو التوصيف القانونى الصحيح الذى تأكد بعد ذلك بإحالته للجنايات ،
سادسآ ...أيضا فشل الإعلام فى الإبراز الكافى لما توصلت إليه أغلب نتائج الدراسات التى أجريت على عدد كبير من الضحايا والتى تؤكدها واقعة اليوم، وتهدم نظرية "الضحية هى السبب" بملابسها أو طريقة سيرها أو سلوكها أو فتنة جسمها دائما ما تعطى دوافع السلوك للمتحرش ،فكان لابد للإعلام التأكيد على أن تلك النظريات سقطت أمام هذا الحدث، الذى هو لطفلة صغيرة لايوجد بها أى مفاتن ولا أى وسائل مغريه،
سابعآ...أيضا كان على الإعلام أن يؤكد على عدم صحة نظريات " ممن يدعون الوعظ والإرشاد مفتونى العضلات " الذين يلصقون أسباب الظاهرة بالضحية ،فالحقيقة التى باتت مؤكده أن حالات التحرش تحدث لعدد كبير من المحتشمات حيث لا يضع أغلبهم مساحيق بالوجه، بل إن هناك حالات تحرش كثيرة بالمنتقبات، وكبار السن،
ثامنآ ...أيضا كان على الإعلام أن يتناول الدراسات التى توضح وتقارن بين معدلات التحرش بالحضر والريف ،بين الطبقة المتعلمة والغير متعلمة، من خلال المراحل العمرية المختلفة، وكذلك الأسباب المهمة لهذة الظاهرة ،مثل التفكك الأسرى والحرمان والقمع، والزحام، وغياب الضمير الدينى، وانهيار المبادئ التربوية الصحيحة.
وفى النهاية !!!
من وجهة نظرى ما يؤكد فشل وسائل الإعلام فى تناول الحدث عدم إيضاحه بأن هذة
الظاهرة هى قضية مجتمعية، مابين الدولة والمجتمع تعود مسئوليتها ، بينما الدولة تتحمل النصيب الأكبر من خلال تعليمها وقوانينها وآلياتها وثقافتها وأفلامها التى باتت ترسخ لقيم البلطجة والتحرش،وتهدم القيم الأخلاقية ،فغابت عنا القدوة الدينية الصحيحة وأختفت البرامج الهادفة وتكريم العلماء وبات لقب الأم المثالية من نصيب الراقصات والفنانات، وأصبح رمضان وبيكا وشيكا النموذج لأولادنا