أورام الدماغ بين الموت والأمل فى الشفاء

لقد خلق الله عز وجل الإنسان ضعيفآ وخلق الداء والدواء، خلق الألم والأمل، فالمرض هو قضاء الله وقدره، ولابد أن يكون الإنسان راضيآ بحكم الله وأن يكون على قدر عالى من الإرادة والعزيمة لكى يستطيع أن يواجه تلك الأمراض الخفيفة منها والمستعصية، حتى يتخطى مرحلة الخطر دون الشعور باليأس والإحباط.
وهنا يأتى دور الأطباء فى مساعدة المرضى على مواجهة المرض فقد أكدوا جميعآ أن إرادة الشفاء موجودة داخل كل نفس بشرية، وقد يصاب بعض الأشخاص بأمراض خطيرة ويتماثلوا للشفاء تماماً، بينما يموت البعض الآخر بنفس المرض.
وقد إنتشر فى الآونة الأخيرة مرض من أبشع الأمراض على وجه الأرض ألا وهو مرض "السرطان" والذى تسبب فى إصابة ووفاة المئات بل والآلاف من البشر فى شتى دول العالم ولم يحدد تلك المرض مكان واحد بالجسد بل أنه يسيطر على جميع أعضاء الجسم فهو يدخل للمريض دون إستئذان أو رحمة.
ومن أنواع هذا المرض المميت سرطان الدماغ وسرطان الرئة وسرطان الطحال وسرطان الدم وغيرهم واليوم سوف أتناول نوع واخد من تلك الأنواع وهو ورم فى المخ وهو ينجم عن انقسام غير طبيعي للخلايا ولا يمكن السيطرة عليه نهائيآ ، وغالبًا ما يكون ذلك في المخ نفسه، لكنه يحدث أيضاً في النسيج الليمفاوي، وفي الأوعية الدموية، وفي الأعصاب القحفية في أغلفة المخ "السحايا" ، أو الغدة الصنوبرية أو الغدة النخامية، أو الجمجمة أو داخل المخ نفسه كما يمكن أن تتسبب السرطانات الموجودة في الأعضاء الأخرى في انتشار أورام في المخ سواء اورام حميدة أو خبيثة .
ويعتبر ورم الدماغ هو عبارة عن انبثاث الورم الدماغي في نصف الكرة الدماغية الأيمن بسبب سرطان الرئة ويظهر عن طريق الأشعات بالرنين المغناطيسي الموزون ب T1 .
وقد تؤدى أورام الدماغ إلى الوفاة فى معظم الحالات نظرآ لخطورة مكان الورم و بسبب طبيعته الغزوية والارتشاحية في المساحة المحدودة في التجويف الموجود داخل الجمجمة، ولكنه غير قاتل بصفة دائمة وخاصة الورم الشحمي الذي يكون حميدًا بطبيعته .
ويعتمد مستوى الخطورة على مجموعة من العوامل مثل نوع الورم وحجمه وموقعه وحالته من ناحية التطور ، ونظرًا لأن المخ يكون محميًا حماية جيدة من خلال الجمجمة، فإن الاكتشاف المبكر لأورام المخ لا يحدث إلا عندما يتم توجيه أدوات التشخيص تجاه تجويف داخل الجمجمة. وغالبًا ما يحدث الاكتشاف في المراحل المتقدمة عندما يسبب الورم أعراضًا مفاجئة .
وقد تظهر أورام المخ الحقيقية في الحفرة القحفية الخلفية لدى الأطفال وفي الثلثين الأماميين من نصفي الكرة المخية لدى البالغين وكبار السن ، رغم أنها يمكن أن تؤثر على أي جزء من الدماغ ، وهناك نوعان من الأورام هما الورم الحميد و الورم الخبيث (السرطاني)، وينتج عنهما أعراض تختلف حسب موقع الورم في الدماغ.
وتتضمن أورام المخ أعراض آ كثيرة مؤلمة ومنها : مشكلات كبيرة فى الرؤية و الصداع، وتشنجات عصبية و تقيؤ وكذلك اختلالات عقلية وصعوبة كبيرة في المشي وعدم الكلام والإحساس مع تطور المرض قد يصل المريض إلى حالة من اللاوعي بمن حوله.
ولابد أن نذكر الأسباب التى من الممكن أن تسبب أورام الدماغ ومنها :أن تكون هناك عوامل جينية وراثية وتعرف باسم الورم العصبي الليفي، والتعرض للكيماويات الصناعية مثل الفينيل كلوريد، وفيروس ابشتاين بار، وكذلك اشعاعات الهاتف المحمول والذى لا يخلو منه أى منزل على مستوى العالم ، و لكنها لم تثبت علمياً ومن الأنواع الشائعة من الأورام الأولية في البالغين هي السحائية وعادة تكون أورام حميدة مثل الورم الأرومي الدبقي، في الأطفال أكثر الانواع شيوعاَ هو الورم النخاعي الخبيث وقد يكون التشخيص عن طريق الفحص الطبي بالإضافة للتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة بالصبغة.
وكما ذكرنا من قبل أن لكل داء دواء، فيجب ان نتعرف على طرق العلاج من هذا المرض اللعين ويشمل العلاج الجمع بين الجراحة أوالعلاج الإشعاعي أوالعلاج الكيميائي، ويمكن أن يستخدم ديكساميثازون وفوروسيميد لتقليل التورم حول السرطان. وتنمو بعض الأورام بشكل تدريجي ، وهذا الأمر الذي يتطلب مراقبة جيدة للمريض وما يحدث له من أعراض متجددة كل يوم ، وتختلف النتائج حسب نوع الورم ومدى انتشاره في التشخيص وعادة ما تكون نتائجه سيئة، وقد بلغ متوسط معدل البقاء على قيد الحياة فى الخمس سنوات الأخيرة إلى 33٪ فقط لمرضى سرطان الدماغ في الولايات المتحدة، وتحدث أورام الدماغ الأولية في حوالي 250000 شخص سنويا على مستوى العالم، التي تشكل أقل من 2٪ من السرطانات في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة وتأتى أورام الدماغ في المرتبة الثانية بعد سرطان الدم الليمفاوي الحاد ولذلك فهى من أخطر أنواع الأورام.
وفى النهاية نقول أن على المريض ألا يتعلق بالأسباب كالأطباء والمستشفيات ولكن يجب عليه أن يتعلق قلبه بالذي أنزل الداء ولا يرفعه إلا هو سبحانه وتعالى هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ "الأنعام: 17".
