18:10 | 23 يوليو 2019

اعتراف بعد اثنين وعشرين عاما يعيد فتح أخطر ملفات ما بعد سقوط بغداد

12:01am 26/12/25
أيمن بحر

 

بعد أكثر من اثنين وعشرين عاما من الصمت خرج نواف الزيدان إلى العلن ليعترف بأنه الشخص الذي دل القوات الأمريكية على مكان وجود عدي وقصي صدام حسين في مدينة الموصل عام الفين وثلاثة وهو الاعتراف الذي أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ العراق الحديث

الزيدان الذي ظهر في برنامج الصندوق الأسود الذي يقدمه الإعلامي الكويتي عمار تقي قدم اعترافا مباشرا على الهواء مؤكدا أنه هو من أبلغ القوات الأمريكية بمكان اختباء نجلي الرئيس العراقي الراحل داخل منزله في الموصل وهو ما فتح بابا واسعا من التساؤلات حول الكواليس الحقيقية لتلك المرحلة الحساسة

وخلال الحوار تحدث نواف الزيدان عن تفاصيل استضافة عدي وقصي داخل منزله موضحا أن وجودهما هناك جاء في ظروف أمنية شديدة التعقيد وأن القرار الذي اتخذه لم يكن معزولا عن ضغوط كبيرة وملابسات خطيرة أحاطت بتلك الفترة مكتفيا بالإشارة إلى أن الوضع آنذاك كان يفوق قدرة أي شخص على الاحتمال

ويعود الحدث إلى الثاني والعشرين من تموز عام الفين وثلاثة حين نفذت القوات الأمريكية عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت منزلا في أحد أحياء الموصل بعد تلقيها معلومات من مخبر محلي عن وجود عدي وقصي صدام حسين في المكان وشاركت في العملية وحدات من الفرقة مئة وواحد المحمولة جوا وقوات خاصة واستخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة واستمرت لساعات طويلة قبل الإعلان عن مقتل أربعة أشخاص بينهم قصي صدام حسين ونجله مصطفى إضافة إلى أحد الحراس

ومنذ ذلك اليوم ظل اسم نواف الزيدان محل انقسام حاد داخل الأوساط العراقية والعربية حيث اعتبره البعض متعاونا مع القوات الأجنبية بينما رأى آخرون أنه لعب دورا حاسما في إنهاء خطر كان يهدد البلاد في واحدة من أكثر مراحلها اضطرابا

وتشير تقارير صحفية غربية إلى أن الزيدان حصل على مكافأة مالية كبيرة مقابل المعلومات التي قدمها قيل إنها وصلت إلى ثلاثين مليون دولار وأنه نُقل مع عائلته إلى خارج العراق وهو ما عزز الغموض حول مصيره الحقيقي وأسباب غيابه الطويل عن المشهد العام

ويعرف نواف الزيدان بكونه رجل أعمال ومقاولا بارزا ينحدر من منطقة سنجار وقد أسندت إليه في تسعينات القرن الماضي مهمة بناء جامع صدام الكبير كما وُصف بأنه شيخ عشيرة البو عيسى وذكر بعض جيرانه السابقين أنه كان يتباهى بالعقود التي تُمنح له قبل أن يزداد حديثه عن قربه من عشيرة صدام حسين

الاعتراف العلني الذي جاء بعد أكثر من عقدين من الصمت لا يبدو مجرد رواية شخصية بل محطة جديدة قد تعيد فتح نقاش واسع حول مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق وحول دور المخبرين المحليين في رسم ملامح النهاية السياسية والعسكرية لحقبة صدام حسين وهي مرحلة ما زالت حتى اليوم تثير أسئلة لم تُحسم بعد في الذاكرة العراقية

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum