18:10 | 23 يوليو 2019

كواليس تكشف تحركات مصرية خطيرة

11:59pm 21/12/25
جانب من اللقاء
أيمن بحر

 

 

 تحرك جديد على رقعة شطرنج السياسة الدولية.. بنشوف من خلاله النهاردة زيارة مسرور بارزانى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق.. إلى مصر ليلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسى في زيارة مهمة محملة بخطط تعاون وأمور سياسية خطيرة يمكن قراءتها من الكواليس لتحقيق مصالح محورية. 

 

 ممكن حد يشوف إن دي مجرد زيارة رسمية عادية، أو مين يعني كردستان العراق في معادلة الإقليم عشان زيارتها لمصر يبقى لها كواليس نحللها..

 

في الحقيقة اللي بيقول كده يبقي مش عارف حاجة خالص لا عن كردستان العراق، ولا عن طبيعة الصـ راع الحالي في الشرق الأوسط.

 

 فخلونا نبدأ فى القصة والتفاصيل ونقولكم الحكاية إيه وموقع مصر من معادلات النفوذ المتعدد الأقطاب وصل لفين؟

 

 الجانب الرسمي المعلن من الزيارة هو استقبال الرئيس السيسي مسرور بارزاني رئيس إقليم كردستان لبحث تعزيز علاقات التعاون بين مصر وإقليم كردستان خاصة فى المجالات الاقتصادية والتنموية، وبحث سبل الاستفادة من الخبرات المصرية فى قطاعات حيوية للإقليم.

لحد هنا ودى الأمور الطبيعية فى تعزيز العلاقات لأن كردستان تحتاج لدور مصرى فى ملفات مهمة زى التنمية والتعاون الاقتصادى وحتى الثقافى.

 

لكن الجانب الأهم فى العلاقة يتعلق بدور كردستان العراق فى معادلة الإقليم خاصة لما نعرف إن ضمن الحضور الرسمى للاجتماع الكردستانى مع الجانب المصرى كان الوزير حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية...

وهنا بنشوف أهمية كردستان العراق فى أمور كتير جداً للمنطقة.. أهمها الصـراع مع التمدد التركى فى دول الجوار، والصـراع مع الإرهـاب وتنظيم داعـ ش والشأن السورى الحالى مش بعيد عن اللقاء!

 

 دور كردستان العراق فى الصـراع ضد الإرهـاب معروف حيث لعب إقليم كردستان العراق دوراً محورياً فى الحـرب ضد تنظيم داعـش بقوات البيشمركة اللي كانت شريك أساسى فى التحالف الدولى والعمليات المشتركة مع الجيش العراقى ضد تنظيمات الإرهـاب في العراق.. ووقتها قاتـلت قوات البيشمركة بفاعلية كبيرة وتمكنت من استعادة مناطق واسعة سيطر عليها تنظيم داعـ ش.

 

 ويعتبر إقليم كردستان له أهمية استراتيجية فى الصـراع ضد الإرهـاب لأنه كان قاعدة عمليات رئيسية للتحالف الدولى لأن الإقليم استضاف قواعد عسكرية مهمة.. زى قاعدة بامرنى فى أربيل واللى هى كانت مركزاً لتنسيق الضـ ربات الجوية والدعم اللوجستى.. واللي بدورها كانت حاسمة فى تجفيف منابع داعـش فى العراق..

 

 من هنا بتيجى أهمية شخصية زي بارزاني وموقع إقليم كردستان فى الصـراع المستمر ضد نفوذ الجماعات الإرهـابية الوظيفية خاصة باللى شايفينه فى سوريا اللى بيقودها أحمد الشرع(الجولانى) ومجموعات ضخمة من المقـاتلـين الإسلامويين اللي تعرفهم العراق وكردستان بشكل جيد جدا!

ماهم أغلبهم من التنظيمات الإرهـابية اللي اتهزمت ف العراق على إيد قوات عراقية وفى القلب منهم بيشمركة كردستان. 

 

 أما أهمية كردستان العراق في لعبة المصالح بين مصر وتركيا.. فلا يخفى على أحد وجود مستوى عـ داء تاريخي بين كردستان العراق وتركيا ده غير علاقة حزب العمال الكردستانى بقوميته الموجوده بين كردستان العراق وتركيا واستمر خلال الصـراع بينهما قتـال لعقود..

 

 وبجانب القرب الجغرافى تتعامل تركيا مع كردستان العراق كحظيرة خلفية للأمن القومي التركى المباشر.. عشان كده وجود مصر في نقاط حرجة لتركيا مهم جدا مثلما تتواجد تركيا في نقاط حرجة لمصر زي ليبيا مثلا!

 

 مؤخرا يشهد الصـراع بين تركيا وكردستان تطورات سياسية وأمنية مهمة أبرزها دعوة تركية لعملية سلام محتملة مع حزب العمال الكردستانى (PKK) المدرج كـ منظمة إرهـابية دوليا بالنسبة لتركيا مع استمرار التوغلات العسكرية التركية في شمال العراق.

 

ورغم إعلان حزب العمال الكردستانى مؤخرًا عن نيته نزع سـلاحه وسحب مقـ اتليه إلى شمال العراق...و قيام بعض مقـاتلى الحزب بإحـراق أسلحـتهم فى جبال إقليم كردستان العراق كخطوة رمزية نحو التخلى عن الصـراع المسـلح الممتد منذ عقود.. إلا أنه لا تزال تركيا تواصل عملياتها العسكرية الموسعة فى شمال العراق، بما فى ذلك إقليم كردستان..

 

ولا تزال هناك تعقيدات فى عملية نزع السـلاح من حزب كردستان حيث تصر أنقرة على أن تكون غير مشروطة بينما يطالب الجانب الكردي بضمانات قانونية ودستورية داخل تركيا وفى حفظ للحدود وعدم التعدى التركي مجدداً على شمال العراق وإقليم كردستان قبل التخلى عن السـلاح..

 

 بينما ترع ( كردستان العراق) إطلاق عملية سلام بين الطرفين(حزب العمال الكردستانى وتركيا) ويمكن تكون زيارة بارزانى لمصر محملة برضو بمشهد وساطة مصرية داخل أحداث الصـراع أو إضافة تلويح ضغط بعلاقة كردستان بمصر ضد تركيا إذا لزم الأمر. 

 

طبعا فى أبعاد استراتيجية كتير فى العلاقات المهمة بين كردستان العراق ومصر لكن تظل القاهرة متحفظة دائماً ضد اللعب بالصـراعات الخارجية لمصالحها المباشرة كما يفعل منافسيها.. وده فى رأيى خطأ سياسى يمكن تداركه إذا ما تم استغلال النفوذ المصرى فى نقطة حرجه للضغط على تركيا وقت اللزوم كما تفعل هى داخل أمننا القومى فى ليبيا ومناطق أخرى.

 

 فالقاعدة تقول أن السياسة الدولية لا تعرف عـدو دائم أو حليف دائم.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum