الهند تعزز نفوذها فى أفريقيا عبر إثيوبيا وتحالفات استراتيجية تعيد رسم خريطة القرن الأفريقى
شهدت إثيوبيا تطورا سياسيا واستراتيجيا لافتا مع الزيارة الرسمية التى قام بها رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي إلى أديس أبابا في خطوة تعد الأولى من نوعها لمسؤول هندى بهذا المستوى وتعكس تحولا مهما فى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين
وحظى رئيس الوزراء الهندي باستقبال رسمي واسع حيث منحه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وسام نيشان إثيوبيا وهو أعلى وسام شرف فى البلاد فى إشارة واضحة إلى أهمية الزيارة ودلالاتها السياسية والاقتصادية بالنسبة لإثيوبيا
وتأتي هذه الزيارة في إطار تنامى العلاقات الهندية الإثيوبية خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت الهند من أبرز الشركاء الدوليين لأديس أبابا مستفيدة من موقع إثيوبيا الاستراتيجي كبوابة رئيسية للنفاذ إلى عمق القارة الأفريقية ومن دورها المحوري في القرن الأفريقي والبحر الأحمر
وتسعى الهند إلى توسيع حضورها العالمي في مجالات التجارة والنقل والطاقة من خلال مشروع طموح يهدف إلى ربط آسيا بأفريقيا عبر مسارات تجارية جديدة في سياق منافسة دولية متصاعدة خاصة مع الصين وبما يتماشى مع المصالح الأميركية في إعادة تشكيل طرق التجارة العالمية
وتحتل إثيوبيا مكانة خاصة في الاستراتيجية الهندية نظرا لما توفره من فرص استثمارية كبيرة في قطاعات التعدين والنسيج والزراعة والصناعات الدوائية إضافة إلى كونها مصدرا مهما للمواد الخام والمعادن الحيوية التي تحتاجها الصناعات الهندية المتقدمة
كما تعمل مئات الشركات الهندية داخل إثيوبيا في مجالات متعددة حيث توسعت الاستثمارات الهندية بشكل ملحوظ في قطاع التعدين للسيطرة على الموارد المعدنية النادرة إلى جانب التوسع في الصناعات النسيجية والزراعية مع اهتمام متزايد بالصناعات الدوائية والتقنيات الزراعية الحديثة
ولا تقتصر العلاقات بين البلدين على الجوانب الاقتصادية فقط بل تمتد إلى مجالات الدفاع والتعليم والأمن حيث يشمل التعاون برامج تدريب عسكري وتبادل خبرات في مجالات الاتصالات والأمن السيبراني والاستخبارات
وتسهم الهند بدور فاعل في دعم التعليم العالي في إثيوبيا حيث يدرس آلاف الطلاب الإثيوبيين في الجامعات والمعاهد الهندية خاصة في مجالات الطب والهندسة وتكنولوجيا المعلومات إضافة إلى التخصصات العسكرية
وتكتسب زيارة رئيس الوزراء الهندي أهمية إضافية في توقيتها إذ تأتي في ظل تصاعد التنافس الإقليمي داخل القرن الأفريقي وتنامي معركة النفوذ على طرق التجارة الدولية وهو ما يمنح إثيوبيا دعما سياسيا واستراتيجيا في تحركاتها الإقليمية
وعلى الرغم من العلاقات الاستراتيجية بين مصر والهند فإن تقاطع المصالح الإقليمية والتحالفات الدولية الجديدة يفرض واقعا أكثر تعقيدا في ظل تنافس متزايد على النفوذ التجاري والسياسي في أفريقيا والبحر الأحمر وهو صراع مرشح لمزيد من التصعيد خلال المرحلة المقبلة

















