18:10 | 23 يوليو 2019

الشرعية لا تشترى والوعي الشعبي لا يخدع المال السياسي خطر على الديمقراطية بقلم : عصران الراوى

11:59am 14/12/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

في كل استحقاق انتخابي حقيقي تسقط الاقنعة وتظهر الفوارق بوضوح بين من يستند الى ثقة الناس ومن يتكئ على المال السياسي فهناك من وصل او عبر الى الاعادة لا بارادة شعبية واعية ولا ببرنامج مقنع بل عبر شراء الاصوات واستغلال الفقر والحاجة ثم حاول لاحقا اعادة صياغة المشهد بخطاب عن الشرعية والتفويض وكأن الوعي الجمعي يمكن خداعه
الحقيقة ان المال قد يفتح طريقا مؤقتا لكنه لا يصنع شرعية ولا يمنح قبولا عاما فالاصوات التي تشترى لا تعبر عن رأي حر بل عن واقع اجتماعي مؤلم استغله البعض لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة والناس ترى وتفهم وتفرق جيدا بين من خاض معركة شريفة ومن اختصر الطريق بالمال والنفوذ
الاخطر من المال السياسي هو المنظومة التي تتحرك حوله حملات دعائية تعتمد على الضجيج والاستفزاز وخطاب متعال يستخف بعقول المواطنين هؤلاء لا يدركون ان كل تصريح وكل سلوك يحاسب سياسيا على المرشح نفسه وان المبالغة في الادعاء تفضح الضعف ولا تغطيه
الشارع اليوم اكثر نضجا ووعيا مما يتصور اصحاب الصفقات وما يدور في الكواليس السياسية قد يعيد ترتيب المشهد في اي لحظة وقرارات قد تصدر لا ترضي من ظنوا ان المال يمنح حصانة دائمة وحينها سيبحثون من جديد عن الشارع الذي تجاهلوه وعن الناس التي حاولوا شراءها
الشرعية في جوهرها عقد اخلاقي قبل ان تكون رقما انتخابيا وهي لا تولد من المال ولا تستمر بالضجيج بل تبنى بالثقة والعمل والاحترام ومن يراهن على المال وحده سيكتشف متأخرا ان الوعي الشعبي لا يخدع وان كرامة الناس اقوى من اي حملة واي صفقة وان التاريخ لا يرحم من حاولوا شراءه بدلا من خدمته
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum