18:10 | 23 يوليو 2019

فن الكف في صعيد مصر

6:34pm 17/12/25
هيثم السناري

تُعد الفنون الشعبية من أهم المكونات الثقافية التي تعكس هوية المجتمع وملامح حياته اليومية، فهي مرآة صادقة لعاداته وتقاليده وقيمه المتوارثة عبر الأجيال. تشمل هذه الفنون مختلف أشكال التعبير الإبداعي، سواء المادية منها كالأدوات والمشغولات اليدوية، أو غير المادية مثل الموسيقى والرقص والحكايات الشعبية. وقد نشأت هذه الفنون لتلبية احتياجات المجتمع، لكنها مع مرور الزمن أصبحت رمزًا للهوية الثقافية ومصدرًا للفخر والانتماء.

 

 فن الكف في صعيد مصر

 

في صعيد مصر، يبرز فن الكف كأحد أهم أشكال الفنون الشعبية التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ المصري القديم. فهو فن يجمع بين الشعر والغناء والإيقاع، ويُعد وسيلة للتعبير عن المشاعر والقيم والمناسبات الاجتماعية. ومع تطور الزمن، شهد فن الكف مراحل متعددة من التجديد والتطوير، حتى أصبح جزءًا أصيلًا من التراث الفني المصري.

 

 رواد فن الكف

 

 رشاد عبد العال

 

الفنان الراحل رشاد عبد العال يُعتبر من أبرز رواد هذا الفن، إذ أسهم في تطويره وإدخال الآلات الموسيقية الحديثة إليه، مما أضفى عليه طابعًا معاصرًا دون أن يفقد أصالته. وقد كان من أعمدة الفن الشعبي في الصعيد، حيث ترك بصمة واضحة في مسيرة فن الكف، وجعل منه لونًا فنيًا قادرًا على مواكبة العصر مع الحفاظ على جذوره التراثية.

 

 ياسر رشاد عبد العال

 

كما يقول المثل المصري الشهير: "هذا الشبل من ذاك الأسد"، فقد سار ياسر رشاد عبد العال على خطى والده، مكملًا المسيرة الفنية بروح جديدة وإبداع متجدد. يتميز بصوت قوي ومتزن، وبقدرة فريدة على نظم القوافي الشعرية وتقديمها بأسلوب راقٍ يجمع بين الأصالة والتجديد. استطاع أن يطور الألحان الموسيقية الخاصة بفن الكف، ليمنحها روحًا عصرية تواكب ذوق الجمهور الحديث دون أن تبتعد عن التراث.

 

ليبقى فن الكف شاهدًا على عبقرية الإنسان الصعيدي وقدرته على الإبداع والتجديد في إطار من الأصالة والهوية. ومن خلال جهود رواده، وعلى رأسهم الفنانان رشاد عبد العال وياسر رشاد عبد العال، يستمر هذا الفن في التطور والانتشار، ليظل رمزًا للفن الشعبي المصري الأصيل الذي لا يندثر مهما تغيرت الأزمنة.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum