موكب الرفات يشع روحانية سانت كاترين تحتفل بذكري استشهاد القديسة كاترينا

في مشهد يفيض بالروحانية احتضن دير سانت كاترين الاحتفال السنوي الكبير لإحياء ذكرى استشهاد القديسة كاترينا وسط حضور دبلوماسي رفيع تقدّمه سفيرا اليونان وقبرص إلى جانب آلاف الزوار من الداخل والخارج.

وانطلقت الأجواء الاحتفالية بدق أجراس الكنيسة الكبرى قبل أن يترأس البابا سيميون مطران دير سانت كاترين القداس الإلهي بمشاركة الرهبان ووفد من القساوسة اليونانيين في أجواء امتزجت فيها الترانيم بعبق البخور داخل واحدة من أقدم الكنائس في العالم

وشهدت الاحتفالية أبرز طقوسها باستخراج رفات القديسة كاترينا من مقبرتها حيث حملها الرهبان في موكب احتفالي مهيب تتقدمه الرايات والصليب وتدوي خلاله الأجراس بينما يطوفون حول الكنيسة وسط توافد آلاف الزائرين الذين احتشدوا لمتابعة هذا الطقس التاريخي.

وبعد انتهاء الموكب أعيدت الرفات إلى مقبرتها لتستكمل الصلوات والترانيم داخل الكنيسة حتى إعلان نهاية القداس وسط حضور كبير من أتباع طائفة الروم الأرثوذكس الذين يحرصون سنويا على المشاركة في هذه المناسبة.

وعقب انتهاء القداس استقبل مطران الدير والرهبان المهنئين من الزوار ومسؤولي الطائفة إلى جانب مشايخ القبائل البدوية الذين يشاركون بانتظام في هذه الاحتفالية الدينية في مشهد يعكس روح التعايش والمحبة التي تميز مدينة سانت كاترين.

كما قام مطران الدير بتوزيع خواتم فضية على الحضور من المسيحيين والمسلمين باعتبارها رمزا مباركا يشير إلى الارتباط الروحي بين القديسة كاترينا والسيد المسيح وفق التراث الأرثوذكسي

وتروي المصادر التاريخية أن القديسة كاترينا التي عاشت بالإسكندرية في القرن الثالث الميلادي اعتنقت المسيحية بعد رؤيا سماوية وواجهت محاولات الإمبراطور لإعادتها للوثنية عبر الترغيب بالمال والزواج لكنها رفضت، ليصدر قرار بإعدامها.

ولم يعثر من رفاتها إلا على الجمجمة وكف اليد اللذين اكتشفا أعلى جبل كاترين في القرن الحادي عشر وتم نقلهما إلى الدير.

وتقام احتفالات استشهاد القديسة كاترينا سنويا في 7 و8 ديسمبر وسط حضور دولي ومحلي واسع يجعل من دير سانت كاترين قبلة للزوار خلال ه

ذه الأيام.