18:10 | 23 يوليو 2019

محمد غزال: إختفاء "عربستان" أكبر عملية محو لدولة عربية في القرن الماضي … ودرس يجب أن لا يتكرر

3:17pm 08/12/25
محمد غزال
عبد الحى عطوان

صرّح المفكر السياسي محمد غزال رئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، بأن ذكرى مرور مئة عام على إختفاء عربستان (الأحواز العربية) تمثل واحدة من أكثر اللحظات ظلمة في تاريخ المنطقة العربية، مؤكدًا أن ما جرى عام 1925 كان “أكبر عملية تغيير جغرافي وسياسي تمت دون حرب، ودون أن تُطلق رصاصة واحدة”.

وقال: المفكر السياسي محمد غزال، إن "عربستان"، التي كانت تمتد على مساحة 375 ألف كيلومتر مربع وتتمتع بموارد طبيعية هائلة وموقع استراتيجي بالغ الأهمية، لم تكن مجرد إقليم، بل دولة عربية كاملة ذات ثقل اقتصادي وسياسي يفوق العديد من دول المنطقة في ذلك الوقت، الأمر الذي جعلها هدفًا للقوى الاستعمارية الصاعدة.

وأضاف "غزال" أن 
إختفاء عربستان لم يكن حدثًا تاريخيًا عابرًا، بل كان زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خارطة الشرق الأوسط الحديثة، وكان إيذانًا بمرحلة جديدة من إعادة هندسة الجغرافيا على حساب الهوية العربية."

وأشار  إلى أن “الصفقة التي قادت إلى سقوط الدولة” تمت في الخفاء بين بريطانيا وإيران، بعدما رأت بريطانيا في قوة عربستان، وقيادة الشيخ خزعل الكعبي، وموارد النفط المتزايدة، عوامل تهدد مصالحها في الخليج.

وأوضح محمد غزال في تصريح لـه  أن بريطانيا خذلت حليفها التاريخي، وسلمت الإقليم لإيران عام 1925، واعتُقل الشيخ خزعل على ظهر طراد بريطاني في مشهد مهين، لتبدأ بعدها مرحلة منظمة من طمس الهوية العربية في الإقليم عبر تغيير الاسم إلى خوزستان، ومنع اللغة العربية، وإغلاق المدارس العربية، وتنفيذ سياسات تغيير ديموغرافي واسعة.

وأكد رئيس إئتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية محمد غزال، علي أن اختفاء هذه الدولة العربية كان له وقع استراتيجي بالغ الخطورة، موضحًا:
لو بقيت عربستان دولة مستقلة اليوم، لتغيرت موازين القوة في الخليج؛ ولأصبح الخليج عربيًا بالكامل، ولأصبحت مضائق الملاحة الحيوية تحت سيطرة عربية.

وشدّد على أن محاولة طمس تاريخ عربستان لا تلغي الحقيقة، وأن “القصة لا تزال حاضرة في الوجدان العربي رغم محاولات إسكاتها”، معتبرًا أن هذا الملف ليس ذكرى تاريخية فقط، بل “تحذير استراتيجي للمستقبل”.

وقال:
العبرة الكبرى التي يجب أن نتوقف عندها اليوم ليست كيف اختفت عربستان، بل كيف يمكن لدولة أن تختفي دون حرب، وكيف يمكن لأمة أن تفقد أرضها عندما تتخلى عن قوتها، وتثق في غير أهل الثقة."

وأضاف أن التجارب التاريخية تؤكد أن الدول لا تسقط فقط بسبب ضعفها الداخلي، بل لأنها تصبح هدفًا لمصالح دولية كبرى تستخدم أدوات سياسية واقتصادية لتغيير الخرائط دون إطلاق النار.

وأختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على أن الأحواز ليست قصة من الماضي، بل ملفًا حاضرًا يجب التعامل معه برؤية عربية مسؤولة، داعيًا المؤسسات السياسية العربية إلى إدراك خطورة الدروس المستفادة من هذا الحدث.

وأكد:
مئة عام مضت، لكن درس عربستان لا يزال حاضرًا … والتاريخ لا يرحم من يكرر الأخطاء ذاتها."

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum