زاد العزة.. قوافل مصر التي لا تتوقف نحو غزة
ليست مجرد شاحنات تعبر الحدود محملة بالمعونات بل هي رسالة مصرية خالصة تقول إن الضمير العربي لم يمت بعد وإن غزة ليست وحدها في الميدان فالقافلة الرابعة والستون من مبادرة زاد العزة التي أطلقها الهلال الأحمر المصري تمضي اليوم نحو القطاع محملة بأكثر من 300 ألف سلة غذائية وأطنان من الدقيق والدواء والوقود تحمل معها ما هو أثمن من كل ذلك تحمل روح مصر
منذ اليوم الأول للأزمة لم تغلق مصر معبر رفح ولم تتراجع عن دورها الإنساني رغم كل الضغوط والتعقيدات السياسية التي تحيط بالمشهد فالمعبر ظل مفتوحًا من الجانب المصري والكوادر اللوجستية والمتطوعون لم يغادروا مواقعهم والهلال الأحمر المصري يعمل بصمت وبإصرار وكأنه جيش إنساني لا يعرف التوقف
في الوقت الذي تتاجر فيه بعض القوى الإقليمية بمعاناة الفلسطينيين وتستثمرها في حسابات النفوذ تظل القاهرة وحدها على الأرض تفعل ما لا يقوله الآخرون بالكلمات تمد يدها دون مقابل وتنسق المساعدات بمسؤولية وطنية لا تعرف الاستعراض الإعلامي ولا المتاجرة بالقضية
هذه القوافل ليست فقط دعما إنسانيا بل هي موقف سياسي واضح يعكس ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية فمصر التي رعت المصالحة وحمت حدودها ودفعت ثمن استقرار المنطقة لا تتردد اليوم في أن تكون الجسر الوحيد الذي يصل الحياة إلى غزة في ظل حصار لا يرحم
زاد العزة هو الوجه الآخر للسياسة المصرية الحكيمة سياسة تمارس دورها الإقليمي بالهدوء والعمل لا بالضجيج ولا بالشعارات في وقت تتغير فيه التحالفات وتتراجع فيه القيم تبقى مصر ثابتة على مبدئها التاريخي أن فلسطين ليست مجرد ملف في السياسة بل قضية هوية وضمير
وكلما تحركت قافلة جديدة نحو غزة يتأكد أن مصر ما زالت تمتلك قرارها المستقل وأنها رغم جراحها الداخلية لم تفقد بوصلتها نحو القضايا الكبرى التي صنعت منها زعيمة العرب وحارسة الجنوب وصاحبة الكلمة التي لا تملى عليها بل تكتبها هي بدمها وبجهد أبنائها




















