مشاهد دامية... والرحمة مطلوبة
كل يوم نرى مشاهد تتكرر أمام أعيننا... نسمعها، نعيشها، ونمر بجوارها دون أن نتوقف عند معناها الحقيقي.
مشاهد في المستشفيات العامة والخاصة، وفي العيادات والمراكز الصحية، مشاهد دامية... تعتصر القلب ألمًا، وتزرع في النفس حزنًا عميقًا على حال الناس وحال الرحمة التي بدأت تغيب عن القلوب.
ترى المريض يتألم، والأهل في لهفة، والطبيب مرهق، والممرضة تلهث بين عشرات الحالات، والكل في دوامة من الصراخ والارتباك.
مشاهد لا توصف، لا لأن فيها إهمالًا دائمًا، بل لأن الموقف نفسه صعب على النفس والعقل والروح.
نعم، هناك تقصير أحيانًا، ولكن هناك أيضًا ضغط ومعاناة وازدحام وتعب لا يراه إلا الله.
العجيب أننا نرى كل هذا يوميًا، ومع ذلك لا نتعظ!
كم من مريض بالأمس كان بيننا واليوم يُذكر اسمه في مكبرات الصوت في المساجد:
"فلان توفاه الله..."
هكذا هي الدنيا، نعيشها لحظة بلحظة، ولا نعلم متى تكون لحظتنا الأخيرة.
الرحمة يا سادة... هي ما نحتاجه جميعًا.
رحمة الطبيب بالمريض، ورحمة المريض بالطبيب، ورحمة الناس ببعضهم في لحظات الضعف والانتظار.
الكرامة مطلوبة، والاحترام واجب، والتفاهم ضرورة.
فالمستشفى ليس ميدان حرب، بل ساحة إنقاذ، وساحة اختبار للإنسانية قبل الطب.
فلنرحم بعضنا بعضًا...
ولنزرع في قلوبنا الهدوء بدل العصبية، والرفق بدل التسرع، والتعاون بدل التنازع.
لعل الله يرحمنا برحمتنا بعباده.
فمن لا يَرحم، لا يُرحم.




















