18:10 | 23 يوليو 2019

رسالة إلى كل بيت... قبل أن تُهدَم البيوت بأيدينا

10:31am 27/10/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في زمنٍ كثرت فيه الخلافات، وقلَّ فيه الصبر، أصبحنا نرى مشكلات زوجية تبدأ بشرارة صغيرة، وتنتهي بحرائق تُطفئ بيوتًا كانت بالأمس مليئة بالفرح والمودة.
مجرد خلاف بسيط بين الزوجين، ربما على كلمة أو موقف أو حتى مبلغٍ زهيد، يتحوّل اليوم إلى معركة عائلية تُشعلها الكلمات والوشايات، فيُعلن الطرفان الانفصال، وتبدأ رحلة العناد، وينسى الجميع أن بينهما بيتًا وعِشرة وأطفالًا لا ذنب لهم.
أين الحكمة؟ أين العقول التي كانت تُطفئ النار قبل أن تلتهم الجدران؟
لقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم فقال:
 "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا"
(النساء: 35)
هذه الآية العظيمة تُحمّل الأهل مسؤولية عظيمة؛ فالأب والأم والإخوة من الطرفين لهم دور أساسي في الإصلاح لا في الإفساد.
لكن الواقع اليوم يُظهر عكس ذلك... نرى من يُشعل النار بدلًا من أن يُطفئها، ومن يزيد من الغضب بدلًا من أن يسكّنه، ومن يُلقّن الكلمات بدلًا من أن يُذكّر بالرحمة والمودة.
يا آباء وبناتنا وأمهاتنا، تذكّروا أن الزواج ليس يوم عرس فقط، بل رحلة عمر، تمرّ فيها العواصف والابتسامات، وتحتاج إلى صبرٍ وتفهّم.
علينا أن نُربّي أبناءنا على أن الخلاف لا يعني النهاية، وأن الخطأ يمكن أن يُصلَح، وأن الرجوع إلى الصواب شرفٌ لا يُنقص من قدر أحد.
أيها الأزواج... ارحموا زوجاتكم، وكونوا كما قال النبي ﷺ:
 "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
وأيتها الزوجات... تذكّرن قول النبي ﷺ:
"لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها لعِظم حقه عليها".
فالمودة والرحمة هما أساس كل بيت، وليس الغضب والانتقام.
أما أنتم يا أهل القانون، فلكم أيضًا دور في دعم قيم الصلح قبل أن تتفاقم القضايا في المحاكم، وأن تكونوا جسرًا بين العدل والرحمة، بين الحق والإصلاح.
📣 رسالتي اليوم صاخبة... إلى كل أب وأم وأخ وأخت:
اتقوا الله في بيوت أبنائكم وبناتكم، لا تكونوا سببًا في خرابها، بل كونوا عونًا لهم على الصبر، ويدًا تمتدّ للإصلاح لا للهدم.
فالطلاق قد يكون حلالًا، لكنه أبغض الحلال إلى الله، ودمار البيوت ليس فخرًا، بل جرحٌ لا يلتئم في قلوب الأبناء والأحفاد.
فلنتعلم جميعًا فنّ الاحتواء قبل أن نندم...
ولنُذكّر أنفسنا دائمًا أن كل بيت يمكن إنقاذه بكلمة طيبة، وأن كل شرارة يمكن إطفاؤها بحكمة.
فلنقف جميعًا — أهل دينٍ وعرفٍ وقانونٍ — في وجه هذه الموجة من التسرّع والاندفاع، ولنجعل من بيوتنا ساحات مودة ورحمة لا ساحات خصام وعداوة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum