18:10 | 23 يوليو 2019

«القائمة الزوجية بين نار العُرف ولهيب الغلاء.. متى نعود إلى شرع الله؟»

10:30am 27/10/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في زمنٍ كثرت فيه المغالاة وضاعت فيه البساطة التي عرفناها من آبائنا وأجدادنا، أصبحت القائمة الزوجية — تلك الورقة التي كانت تُكتب لضمان الحقوق — سلاحًا يُرفع في وجه الزوج، وميدانًا للمفاخرة بين العائلات، بل وأحيانًا سببًا في خراب بيوتٍ كانت على وشك أن تُبنى.
نحن اليوم أمام كارثة اجتماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حين تحولت القائمة إلى تجارة ومزايدة، وأصبح الزواج لا يقوم على المودة والرحمة، بل على الأرقام والمبالغ والذهب والعشاء والمفروشات والمؤخر، حتى صار الشباب يعزف عن الزواج، وارتفعت نسب الطلاق، وضاعت الأسر بين قاعات المحاكم.
💬 من منظور ديني:
ديننا الحنيف حذّرنا من المغالاة في المهور والقوائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
 «أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة» (رواه أحمد).
وقال أيضًا:
 «خيرُ النكاح أيسرُهُ».
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجعل الزواج صفقةً مالية، بل جعل أساسه العفة والمودة والرحمة، وعلّمنا أن البساطة في الزواج هي البركة.
فأين نحن من هدي رسولنا الكريم؟
كيف نرضى أن نكتب في القوائم ما يعجز عنه حتى الأغنياء؟
كيف نحمل الشاب فوق طاقته باسم "الستر" وهو في الحقيقة عبءٌ قاتل على كاهله؟
⚖️ من منظور قانوني:
القائمة في الأصل وثيقة قانونية تحفظ حقوق الزوجة في منقولاتها، ولكنها اليوم خرجت عن مقصدها لتصبح وسيلة ضغط وانتقام في حالة الخلاف.
القانون المصري يعترف بالقائمة كإيصال أمانة، ومن يثبت عليه التبديد يُعاقب بالسجن.
ولكن... ماذا بعد؟
هل الزواج يجب أن يُبنى على التهديد؟
هل نُقيم بيتًا على ورقة تُخيف لا تُؤمِّن؟
إن الحل ليس في إلغاء القائمة تمامًا، ولكن في إعادتها إلى أصلها الصحيح:
وسيلة لحفظ الحقوق، لا وسيلة لتدمير البيوت.
🧠 من منظور اجتماعي:
ما نراه اليوم من عادات "العَشاء" و"المصاريف النقدية" و"المهور المبالغ فيها" و"الأجهزة الإلكترونية" التي تُشترى للزينة لا للحاجة — كل ذلك خرج عن العرف الطيب وأصبح عبئًا يقتل الشباب ويؤخر الزواج.
المجتمع الواعي هو من يقول:
لا للمغالاة في المهور، لا للقوائم الباهظة، نعم لتيسير الزواج.
علينا أن نربي أبناءنا على أن الزواج مودة ورحمة ومسؤولية، لا سباقًا في الأثاث والذهب، ولا وسيلة للمفاخرة أمام الناس.
📢 الرسالة الأخيرة:
يا آباء البنات، اتقوا الله في بناتكم، ويسّروا الزواج ولا تُعسّروا.
ويا شباب الأمة، الزموا الطريق الحلال وكونوا صادقين في نواياكم.
وليتّحد المجتمع على كلمةٍ واحدة:
كفى مغالاة... كفى تباهٍ... فلنعد إلى البساطة التي فيها البركة.
🕊️ خاتمة:
القائمة الزوجية لم تكن يومًا عيبًا ولا حرامًا، ولكنها تحولت إلى آفةٍ اجتماعية عندما فُقد فيها القصد والنية الطيبة.
فليكن شعارنا جميعًا من اليوم:
 "زواج على سنة الله ورسوله، لا على سنة العُرف والغلاء."
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum