18:10 | 23 يوليو 2019

رقية محمد: الإنترنت ليس حرًّا كما نظن ... الحقيقة مدفونة تحت أربع طبقات من الظلام

3:17pm 21/10/25
الإعلامية رقية محمد
محمد غزال

قالت: الإعلامية رقية محمد، إن الإنترنت الذي نستخدمه يوميًا ليس كما يظن الكثيرون، فالحقيقة الكاملة للعالم الرقمي مدفونة تحت أربع طبقات من الظلام والمعلومات الخفية، لا يظهر منها للعامة سوى الجزء السطحي الذي تتحكم فيه الخوارزميات والشركات الكبرى.

وأوضحت رقية محمد في تصريح لـها أن ما يُعرف بـ “الإنترنت السطحي” هو مجرد القشرة الخارجية التي نراها عبر مواقع مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر وجوجل، مشيرة إلى أن هذا الجزء لا يُمثل سوى نسبة محدودة من حجم الإنترنت الحقيقي، حيث يتم التحكم في نتائجه ومحتواه بما يخدم مصالح اقتصادية وسياسية وإعلامية معينة، وهو ما يجعل المستخدم يعيش في “وهم الحرية الرقمية” بينما يتم توجيه أفكاره وسلوكه دون أن يدري.

وأضافت "محمد" أن الطبقة الثانية تُعرف باسم “الديب ويب”، وهي مساحة ضخمة تضم ما يقرب من 90٪ من المحتوى الفعلي على الشبكة، وتشمل قواعد بيانات الجامعات، والأرشيفات الطبية، والملفات الحكومية والبحثية، موضحة أن هذا الجزء من الإنترنت ليس شريرًا بطبيعته، بل هو مجرد عالم غير مرئي للعامة، لكنه يتطلب أدوات خاصة للوصول إليه ويحتاج إلى وعي كبير لحماية الهوية والبيانات الشخصية.

أما الطبقة الثالثة، وهي “الدارك ويب”، فأشارت إلى أنها تمثل الوجه المظلم للعالم الرقمي، حيث تختفي القوانين والهويات وتُجرى التعاملات بالعملات المشفرة.

وأكدت أمين عام الإعلام بـحزب مصر 2000 رقية محمد، علي أن هذا الفضاء يحتضن أنشطة محظورة مثل تجارة الأسلحة والمخدرات وبيع البيانات المسروقة، إلا أنه في الوقت ذاته ملاذ لبعض الصحفيين والناشطين الذين يسعون إلى حماية خصوصيتهم في دول تفرض قيودًا على حرية الرأي والتعبير.

وتابعت  موضحة أن الطبقة الرابعة والأخطر تُعرف باسم “الإنترنت الأعمق”، وهي شبكات مغلقة تخص الحكومات وأجهزة الاستخبارات والجيوش، تُخزن فيها وثائق الأمن القومي والمشروعات العلمية والعسكرية السرّية. وأشارت إلى أن أي تسريب من هذا المستوى كفيل بتغيير موازين القوى بين الدول، وهو ما يجعلها أكثر طبقات الإنترنت حساسية وخطورة على الإطلاق.


وأضافت أن تسريبات مثل “ويكيليكس” وملفات “Vault 7” كانت لحظة نادرة انكشفت فيها بعض الحقائق حول حجم المراقبة الرقمية في العالم، حين تبيّن أن الأجهزة الذكية يمكن أن تتحول إلى أدوات تجسس دون علم أصحابها، وهو ما جعل الناس يدركون أن الخصوصية على الإنترنت باتت مجرد وهم.

وأكدت علي أن الإنترنت لم يعد مساحة حرة كما يُروَّج له، بل أصبح مختبرًا ضخمًا تُجرى فيه التجارب على وعي المستخدمين واتجاهاتهم الفكرية، من خلال تحليل البيانات وتحريك الرأي العام بأساليب غير مباشرة.

وأختتمت تصريحها مؤكدة أن الوعي الرقمي أصبح سلاحًا وطنيًا يجب أن يتحلى به كل مواطن، مشددة على أن الشجاعة ليست في الغوص في الظلام بحثًا عن المجهول، بل في فهم طبيعة هذا العالم واستخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية، لحماية المجتمع من التضليل الرقمي والاختراق الفكري.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum