18:10 | 23 يوليو 2019

شجاعة القرار من السادات إلى السيسي مصر تعود بوابة للسلام من جديد

7:21pm 13/10/25
عصران الراوي

التاريخ لا يكرر نفسه إلا حين تكون هناك قيادة تعرف معنى القرار وتدرك وزن الكلمة مصر عرفت هذا المعنى جيدًا يوم خرج السادات على العالم متحديًا كل الحسابات ليقول سأذهب إلى القدس لم يكن القرار سهلًا ولا الطريق ممهدًا لكنه كان قرار دولة تعرف أنها إن لم تصنع السلام ستفرض عليها الحروب

 

واليوم وبعد عقود من تلك اللحظة يقف عبدالفتاح السيسي في مشهد مشابه مختلف في المظهر لكنه متطابق في الجوهر نفس الثبات نفس الجرأة نفس الإيمان بأن قوة مصر ليست في سلاحها فقط بل في إرادتها المستقلة وفي قدرتها على أن تكون صوت العقل حين يسكت الجميع

 

العالم اليوم يشتعل بالتحالفات والمصالح والابتزازات لكن وسط هذا الضجيج تبقى القاهرة نقطة الاتزان التي لا تميل نحو طرف ولا تنحني تحت ضغط السيسي أعاد لمصر معادلتها القديمة لا تتبع أحدًا ولا تخضع لأحد تصنع سياستها وفق مصلحتها الوطنية وتحفظ توازن الإقليم دون أن تنعزل عن العالم

 

شجاعة القرار التي تحرك السيسي اليوم هي امتداد لمدرسة السادات مدرسة تعرف أن السياسة ليست مغامرة عسكرية ولا استعراض قوة بل إدارة ذكية لمعادلة معقدة بين الأمن والسيادة والسلام حين تتخذ مصر قرارها لا يكون استجابة لأحد بل رسالة للجميع أن من يريد استقرار المنطقة عليه أن يبدأ من القاهرة

 

من يتأمل تحركات مصر في الملفات الإقليمية من غزة إلى البحر الأحمر إلى سد النهضة يدرك أن مصر لا تلهث وراء الدور بل تفرضه بحكم التاريخ والموقع والقدرة فهي لا ترفع شعار السلام فقط بل تحميه وتدفع ثمنه وتعرف متى تتكلم ومتى تصمت ومتى تضرب

 

مصر التي صاغت أول اتفاق سلام في المنطقة تعود اليوم لتصيغ معادلة جديدة للسلام العادل القائم على القوة والكرامة لا على الضعف والتبعية ومن السادات إلى السيسي تبقى الحقيقة ثابتة أن مصر حين تتكلم يصغي العالم وحين تتحرك تتغ

ير الموازين .

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum