الإعلامي زياد عادل في تصريح عن علاقة الذكاء الاصطناعي والإعلام.. بين التهديد والفرصة

يشهد العالم اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة مع تسارع شديد في التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي غزت كل المجالات بلا استثناء وكان الإعلام في مقدمة القطاعات التي تأثرت بها، فبين من يرى فيها تهديداً للمهنة ومن يعتبرها فرصة لتطوير أدوات العمل الصحفي يقف الإعلام في مفترق طرق حاسم.
ولقد غيّر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة الإعلامية، فلم يعد الحصول على المعلومة أو تحليلها حكرًا على المؤسسات الكبرى بل باتت الخوارزميات قادرة على إنتاج محتوى إخباري وتحرير نصوص وحتى صياغة عناوين جذابة في ثوانٍ معدودة، وهذا التطور، وإن كان مذهلًا، يثير تساؤلات حول مصداقية الخبر، ودور الصحفي في عصر التقنية الذكية.
إن التحدي الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها بل في كيفية توظيفها دون التفريط في القيم المهنية والأخلاقية للإعلام، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكًا داعمًا للصحفي في البحث والتحليل والتدقيق، لكنه لا يمكن أن يحلّ محل الحس الإنساني، أو القدرة على فهم السياق السياسي والاجتماعي للحدث.
ومع إدراك المؤسسات الإعلامية لأهمية الموازنة بين التقنية والإنسان يصبح المستقبل واعدًا لمن يجيد استخدام هذه الأدوات بحكمة ووعي، لتظل الرسالة الإعلامية صوتًا للعقل لا صدى للآلة.