الرئيس السيسي يمضي على خطى العظماء ويجدد عهد الوفاء للشهداء

لم تكن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة صباح اليوم مجرد احتفال بروتوكولي بذكرى نصر أكتوبر المجيد بل كانت مشهدًا وطنيًا عظيمًا جمع بين رمزية التاريخ وواقع الدولة الحديثة وبين صلابة المقاتل ووفاء القائد لأرواح الرجال الذين كتبوا بدمائهم صفحة العزة المصرية

في لحظة صمت مهيبة وقف الرئيس أمام قبر الجندي المجهول ووضع إكليل الزهور بينما الموسيقى العسكرية تعزف سلام الشهيد كان المشهد يختصر حكاية وطن لا ينسى أبناءه ويجدد العهد بأن دماءهم لن تذهب هدرًا وأن تضحياتهم ستظل نبراسًا تهتدي به الأجيال

تحية الرئيس لقدامى قادة حرب أكتوبر وزيارته لضريح الرئيسين الراحلين محمد أنور السادات وجمال عبدالناصر لم تكن مجرد لفتة رمزية بل رسالة بليغة المعنى بأن الدولة المصرية لا تعرف الجحود وأن مسيرة الوطن لا تنقطع بتغير القادة لأن جذور الانتماء تمتد عميقًا في وجدان الأمة

فالسادات كان صاحب قرار العبور التاريخي وعبدالناصر كان باني الكبرياء العربي واليوم يأتي السيسي ليكمل المسيرة على طريق القوة والبناء حاملاً إرثهم ومجدهم على كتفيه وهو يعيد صياغة الجمهورية الجديدة التي تكرم الماضي وتبني المستقبل

في وقت تعصف فيه التحديات بالمنطقة وتتشابك الأزمات من حولنا يثبت الرئيس أن مصر لا تدار بالانفعال بل بالعقل والرؤية والإرادة الصلبة وأن الدولة التي صمدت في وجه العدوان قبل نصف قرن قادرة اليوم على مواجهة كل تهديد وحماية أمنها القومي ومكانتها الإقليمية

زيارة السيسي اليوم كانت رسالة مزدوجة إلى الداخل بأن الجيش هو درع الوطن وسيفه وإلى الخارج بأن مصر ثابتة على مبادئها قوية برجالها عصية على الانكسار ماضية نحو مستقبلها بثقة من تعرف قدرها وتاريخها

لقد كان نصر أكتوبر إرادة أمة واليوم يواصل السيسي حمل تلك الإرادة نفسها ولكن بمعركة من نوع آخر معركة بناء وكرامة واستقلال قرار ليبقى الوطن شامخًا كما أراده الشهداء وكما حلم به كل مصري أصيل .