الصدام السياسي بين دونالد ترامب وزهران ممداني: معركة سياسية محتدمة في نيويورك

شهدت الساحة السياسية الأميركية خلال الأسابيع الماضية تصعيدًا حادًا بين الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي المسلم الجديد لعمدة نيويورك، زهران ممداني، ما جعل الصراع على المناصب المحلية يتخذ أبعادًا وطنية ورمزية مهمة.
يذكر ان زهران ممداني هو ناشط مسلم وأصغر عضو في المجلس البلدي لمدينة نيويورك، ينتمي للجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ويشتهر بمواقفه القوية المناهضة للسياسات المحافظة وخصوصًا ضد إدارة ترامب. يُعتبر ممداني صوتًا جديدًا يعكس التنوع الثقافي والديني في المدينة، ويعد نفسه “كابوس ترامب”، لتمثيله للطبقات المهمشة والهجرة والحقوق المدنية.
بعد فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، شن دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على المرشح عبر منصته الخاصة على “Truth Social”. وصفه ترامب بـ”شيوعي متطرف مجنون 100%”، وسخر من مظهره وصوته، كما انتقد تحالفاته مع اليساريين المعروفين مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وعضو مجلس الشيوخ تشاك شومر.
هذا الهجوم يأتي ضمن حملة ترامب المتصاعدة ضد الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، حيث يحاول تصويرهم كخطر على قيم المجتمع الأميركي.
في المقابل، رد ممداني على هجمات ترامب بقوة، معبرًا عن عزمه على مواجهة ما وصفه بالفاشية السياسية التي يمثلها ترامب، ومؤكدًا التزامه بالدفاع عن حقوق المهاجرين والطبقات العاملة في نيويورك. قال في خطاب الانتصار إن نيويورك ستظل ملاذًا للأشخاص الذين يسعون إلى العدالة الاجتماعية، وأعلن رفضه لسياسات الترحيل التي تدعمها إدارة ترامب السابقة.
هذا الصراع يعكس توترات أكبر داخل الحزب الديمقراطي والجمهوري، ويجسد الانقسام الحاد في الرؤية حول مستقبل أميركا، خاصة في المدن الكبرى. ممداني يمثل الاتجاه التقدمي واليساري في الديمقراطيين، في حين يحاول ترامب ترسيخ قواعد اليمين المحافظ والوطنيين التقليديين.
ومع دخول فصل الصيف، تشتد المنافسة السياسية في نيويورك، حيث يشهد الشارع نشاطًا مكثفًا من الحملات الانتخابية والتجمعات الجماهيرية. الصراع بين دونالد ترامب وزهران ممداني يعكس توترًا حقيقيًا وسط الناخبين، خصوصًا في الأحياء المتنوعة ثقافيًا والاجتماعيًا.
المرشح ممداني يعتمد على تعبئة الشباب والطبقات العاملة والمهاجرين، بينما يراهن ترامب على قواعده المحافظة التي تستجيب لتحذيراته من “اليسار المتطرف”. الصيف يشهد زيادة في التظاهرات والفعاليات السياسية التي من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على مشاركة الناخبين في الانتخابات النصفية القادمة.
توقعات المحللين تشير إلى أن النزاع الحاد هذا قد يرفع من نسبة التصويت، ويزيد من حدة الاستقطاب السياسي في المدينة، مما يجعل نتائج الانتخابات مؤشرًا حاسمًا للتوجهات السياسية في الولايات المتحدة خلال الفتر
ة المقبلة.