العصر الذهبى للطائفة اليهودية تحت الحكم الاسلامي في اسبانيا

عُرف عصر الازدهار أو العصر الذهبي للطائفة اليهودية في إسبانيا، الذي تزامن مع فترة التخلف في أوروبا، بأنه مرحلة شهدت قبول اليهود في المجتمع تحت الحكم الإسلامي. خلال هذه الفترة، شهدت الطائفة اليهودية ازدهارًا ملحوظًا في مجالاتها الدينية والاقتصادية.
ومع ذلك، هناك جدل حول مدى طول هذا العصر. فقد تضمنت الفترة ما لا يقل عن ثلاث مراحل تعرض خلالها غير المسلمين للقمع. يعتقد بعض العلماء أن بداية العصر الذهبي تعود إلى الفترة من عام 711 إلى 718 ميلادي، حينما انطلق الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا الحالية). ومن بين اليهود الذين شاركوا في هذا الفتح كان هناك قائد عسكري يُدعى كولي اليهودي، الذي اختاره طارق بن زياد للمساهمة في فتح إسبانيا. بينما يشير رأي آخر إلى أن العصر الذهبي بدأ في عام 912 ميلادي خلال حكم عبد الرحمن الثالث، مع اختلاف الآراء حول تحديد نهايته.
ومع وفاة الخليفة المستنصر بالله عام 976 ميلادي، بدأت بوادر الانقسام والتوترات تظهر، مما جعل وضع اليهود أكثر هشاشة. تحت حكم الحاكم الصغير، تعرض اليهود لأول اضطهاد واسع النطاق، والذي تمثل في مذبحة غرناطة يوم 30 ديسمبر 1066 ميلادي. في هذا اليوم، اقتحم مجموعة من الغوغاء المسلمين القصر الملكي في غرناطة وقتلوا الوزير اليهودي يوسف بن نغريلة، وارتكبوا مجازر بحق عدد كبير من اليهود في المدينة. وبحسب أحد المصادر، قدرت المجزرة بأنها أودت بحياة نحو 1500 عائلة يهودية في يوم واحد، مما جعلها أول عملية اضطهاد واسعة ضد اليهود في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال فترة الحكم الإسلامي.


