18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب :إسرائيل وإيران وحقيقة سنوات الصراع الدائم والقائم

11:25am 22/06/25
عبد الحى عطوان
عبدالحى عطوان

فى البداية ...بدأ العداء بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حين قطعت طهران علاقاتها مع إس--رائيل وتبنت خطابًا معاديًا لها، معتبرة إياها "العدو الأول"، بينما اعتبرت إس--رائيل إيران التهديد الاستراتيجي الأخطر لأمنها ووجودها.

ثم تصاعدت التوترات مع توسع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان عبر وكلاء مثل "حزب الله"، وتزايدت المخاوف الإس--رائيلية من البرنامج النووي الإيراني، الذي تعتبره تل أبيب تهديدًا وجوديًا يستدعي الرد بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الخيار العسكري.

حتى جاء هجوم حماس على إس--رائيل في 7 أكتوبر 2023، واثبت اسرائيل لنفسها تورط إيران في دعم الفصائل الفلسطينية، لتتصاعد حدة المواجهة تدريجيًا. فقد شهد عام 2024 عمليات اغتيال متبادلة وهجمات صاروخية مباشرة بين الطرفين، وصولًا إلى اغتيال قادة بارزين من الجانبين.

ظل هذا الصراع يأخذ اشكالا مختلفة بين التصاعد والتهدئة حتى استيقظ العالم فى يونيو 2025، على قيام إس--رائيل بشن هجومًا واسعًا على عشرات الأهداف الإيرانية، مستهدفة منشآت نووية رئيسية (مثل "نطنز") باستخدام أدوات سيبرانية معقدة مثل فيروس "ستاكس نت". وقواعد عسكرية ومناطق سكنية في طهران ومدن أخرى، في عملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد" حيث تبين للعالم أجمع مدى استباحة المجال الجوى و الاختراق الداخلى للدولة الايرانيه من زرع منصات طائرات مسيرة دمرت منصات الصواريخ وقد اسفرت تلك العملية فى اليوم الأول عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس أركان الجيش محمد باقري، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين، وأكثر من 200 مدني إيراني.

ردت إيران بعملية "الوعد الصادق 3"، مستخدمة مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، استهدفت بها مواقع عسكرية وسكنية داخل إس--رائيل، حيث أوقعت أكثر من 25 قتيلاً في إسرائيل معظمهم من المدنيين، وتسببت في تهدم مبانٍ وإصابات بالعشرات، رغم نجاح منظومات الدفاع الجوي الإس--رائيلية في اعتراض معظم الصواريخ.

والحقيقة المؤكدة التى لا يعلمها البعض برغم التصعيد، إلا أن الطرفين يتجنبان حربًا شاملة، ويبدو أن هناك "قواعد اشتباك" غير مكتوبة تحكم الصراع فإس--رائيل تريد الحد من النفوذ الإيراني دون الدخول في حرب مفتوحة و.إيران تريد الحفاظ على دورها الإقليمي دون جرّ البلاد إلى مواجهة مباشرة قد تكون مكلفة داخليًا واقتصاديًا.

وقد اسفرت النتيجة الحتمية لتلك المواجهة عن موجات نزوح داخلية في إيران، وعمليات إجلاء لرعايا أجانب من البلدين، وارتفاع أسعار النفط واضطراب طرق الشحن العالمية، وسط مخاوف من توسع الصراع إقليميًا. في المقابل، تسعى إيران لإثبات قدرتها على الردع، وتؤكد أن هجماتها الدقيقة تهدف إلى شل الاقتصاد الإس--رائيلي وإحداث حالة من الهلع والاستنزاف طويل الأمد.

واليوم برغم كافة المحاولات الدولية يمتنع كلا الطرفين عن الدخول في مفاوضات تهدئة، وتضغط إس--رائيل على الولايات المتحدة للانخراط في المواجهة، بينما تهدد إيران بأن أي تدخل أمريكي سيحول المنطقة إلى "جحيم".

أما عن موقف الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، جاء متذبذا مرة تلوّح بإمكانية التدخل، ومرة تكثف الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد، بينما تدعو الصين واليابان للتهدئة وضبط النفس لكن نهاية الحرب تبدو بعيدة في ظل تمسك الطرفين بخياراتهما العسكرية

والمخزى فى الأمر هو موقف دول الخليج والدول العربية حيث تتابع الوضع بحذر، خصوصًا بعد تطبيع بعض الدول مع إسرائيل، ومحاولات إيران بناء نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.والصادم أنها تتخوف من امتلاك إيران للسلاح النووي وتحارب الهوية الدينية الشيعية لإيران بينما تقوم بالتطبيع مع اس-رائيل التى تنتهج هوية دينية متطرفة وتمتلك السلاح النووى منذ سنوات طويلة

.ـ اما عن مصر برغم انها ليس طرفا فى الصراع الا انها سوف تدفع الثمن غاليا فى ارتفاع أسعار النفط وما يتم استيراده خاصة مع الظروف الاقتصادية التى نمر بها

والخلاصة ...تظل سيناريوهات المستقبل تقع تحت خيارات ثلاث حسب تحليل الخبراء الاستراتيجيين
1. التهدئة غير المعلنة: استمرار الحرب غير المباشرة دون مواجهة علنية.
2. انفجار مفاجئ: أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة.
3. تفاهم جزئي: في حال تغيّرت القيادة أو الأولويات لدى أحد الطرفين.

والنهاية ...ما يحدث بين إيران وإس--رائيل ليس مجرد خلاف سياسي، بل صراع طويل الأمد مرتبط بالهوية والنفوذ الإقليمي والأمن القومي ورغم الحدة الظاهرة،هو نتيجة تراكمات عداء تاريخي وصراع نفوذ إقليمي وتنافس على القدرات النووية
إلا أن الطرفين يحسبان خطواتهما بدقة، في حرب أعصاب مستمرة، لا غالب فيها حتى الآن، ولكنها تبقى خطرة على استقرار المنطقة بأكملها. ما يحدث اليوم هو مواجهة مباشرة غير مسبوقة، تتسم بضربات موجعة متبادلة، وخسائر بشرية ومادية كبيرة، وسط غموض حول مستقبل المنطقة واحتمالات توسع الحرب أو احتوائها دبلوماسيًا 
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn