هل يربح العرب من الصراع الإيراني الإسرائيلي

في منطقةٍ مشتعلة كمنطقة الشرق الأوسط، لا تمر الأزمات دون أن تُلقي بظلالها على الواقع العربي، سواء أكان ذلك سلبًا أم إيجابًا. وبينما تشتد وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل، ويزداد الحديث عن حرب إقليمية وشيكة، يبرز سؤال استراتيجي وجريء:
هل يستطيع العرب أن يستفيدوا من هذا الصراع بدلًا من أن يكونوا ضحاياه؟
واقع الصراع: حرب ظل أم مواجهة مفتوحة؟
ما يجري بين إيران وإسرائيل لم يعد مجرد مناوشات، بل تجاوز مرحلة التحذيرات إلى تبادل الضربات الجوية والبحرية، واغتيالات وخروقات سيبرانية متكررة. ومع ذلك، لا تزال الحرب الشاملة مستبعدة حتى اللحظة، مما يفتح بابًا واسعًا أمام الدول العربية لإعادة تموضعها في خارطة التوازنات الإقليمية والدولية.
فرص واقعية.. لو أحسنّا استغلالها:
1. تخفيف الضغط عن ملفات عربية شائكة
مع انشغال الطرفين في مواجهة مباشرة، من الممكن أن تتراجع التدخلات الإسرائيلية والإيرانية في بعض الملفات العربية مثل:
غزة والضفة، حيث يقل الضغط العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي.
سوريا واليمن ولبنان، حيث تنكفئ إيران عن دعم وكلائها لصالح حماية أمنها الداخلي.
2. تعزيز ثقل دول عربية إقليميًا
في ظل احتمالية اشتعال الحرب، ستبحث القوى الكبرى عن وسطاء مؤثرين في المنطقة، وهنا:
تتقدم السعودية ومصر والإمارات وقطر إلى صدارة المشهد كمحاورين محتملين.
يمكن استغلال ذلك للحصول على مكاسب سياسية، أمنية، واقتصادية.
3. مكاسب اقتصادية واستراتيجية
بعض الدول العربية قد تستفيد من:
ارتفاع أسعار النفط، بما يعزز إيراداتها.
موقعها الجغرافي كبوابة للنقل والطاقة.
دورها كمنطقة آمنة للاستثمار وسط محيط مضطرب.
ولكن.. ماذا لو ضاعت الفرصة؟
في حال غياب رؤية عربية موحدة، وتحرك كل طرف بشكل منفرد:
قد تتحول بعض الدول إلى ساحات مواجهة بالوكالة.
ستتضرر البنية التحتية والتجارة والسياحة.
ترتفع مخاطر التغلغل الاستخباراتي والعمليات الإرهابية.
العرب بين الحياد والانخراط:
الخيار الأفضل للعرب في هذه المرحلة هو "الحياد النشط":
عدم الانجرار وراء تحالفات متسرعة.
الحفاظ على المصالح الوطنية.
التحرك دبلوماسيًا وعلنيًا نحو تهدئة الصراع، مع الحفاظ على أوراق ضغط قوية على الأطراف كافة.
إن الصراع بين إيران وإسرائيل، رغم مخاطره، يحمل في طياته فرصة نادرة للعرب لاستعادة زمام المبادرة، وفرض أنفسهم كقوة إقليمية فاعلة، لا مجرد متلقٍ للصدمات.
لكن هذه الفرصة لن تنتظر طويلًا، ومن لا يملك رؤية واستراتيجية في عالم اليوم، سيكون أول من يدفع الثمن إذا اشتعلت نار الحرب.