18:10 | 23 يوليو 2019

الآلية الثلاثية ضد داعش: ذريعة تركية لتوسيع النفوذ أم خطوة أمنية حقيقية؟

10:48pm 14/06/25
يوسف حسن

بينما عاد خطر تنظيم داعش ليطلّ برأسه مجدداً في سوريا، وتحديداً بعد أن أعلن مسؤوليته عن ٢٣ عملية منذ بداية عام ٢٠٢٥ حتى منتصف مايو، أعلنت تركيا عن تشكيل آلية أمنية مشتركة مع سوريا والأردن لمكافحة هذا التنظيم. غير أن هذا الإعلان، بدلاً من أن يبعث برسالة طمأنة، أثار سلسلة من التساؤلات الاستراتيجية.

 

الغياب المُلفت للعراق: خلاف خفي أم إقصاء متعمد؟

 

في وقت يُعتبر فيه العراق أكثر دولة مهددة بشكل مباشر من قبل داعش، ويحتضن آلاف المعتقلين من عناصر التنظيم في سجون قوات سوريا الديمقراطية، يلاحظ غيابه عن هذه الآلية الجديدة. وهو أمر يطرح تساؤلات حول مدى التوافق بين بغداد وأنقرة بشأن تعريف "العدو المشترك".

 

المعلومات تشير إلى أن تركيا سعت إلى جرّ دول عربية، مثل العراق والأردن، إلى تحالف يُعيد تعريف الإرهاب ليشمل "قسد" و"حزب العمال الكردستاني"، لكن هذا الطرح قوبل برفض صريح من أمريكا والعراق والأردن، الذين شددوا على ضرورة أن يكون التحالف موجهاً حصراً ضد داعش.

 

عملية تركيا في باكستان: ملاحقة إرهابية أم استعراض جيوسياسي؟

 

بالتزامن مع إعلان الآلية الجديدة، كشفت وكالة الاستخبارات التركية (ميت) عن عملية مشتركة مع باكستان أسفرت عن اعتقال "أبو ياسر التركي"، مسؤول الإعلام واللوجستيات في داعش، على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية. وإذا كانت هذه العملية تُظهر تنسيقاً أمنياً عابراً للحدود، فإنها تُفهم أيضاً على أنها محاولة تركية لتبرير توغلها في سوريا والعراق تحت راية "مكافحة الإرهاب".

 

تزامن تحركات داعش مع انسحاب القوات الأمريكية

 

تشير تقارير القيادة المركزية الأمريكية إلى أن تقليص عدد القوات الأمريكية في سوريا من ٢٠٠٠ إلى ٧٠٠ عنصر، أدى إلى تصاعد هجمات داعش. تزامن ذلك مع ضغوط دولية على "قسد" للانخراط في تفاهمات مع الحكومة السورية.

 

بدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تنفيذ ٢٠ عملية ضد خلايا داعش هذا العام، وتحتجز نحو ٩ آلاف من عناصره. ومع ذلك، فإن استبعاد هذا الفاعل الأساسي من آلية التعاون الجديدة، يطرح علامات استفهام حول جدية وفاعلية هذه الآلية.

 

استقطاب داعش لعناصر منشقة عن هيئة تحرير الشام

 

في خطوة تُظهر نشاطاً دعائياً واضحاً، دعا تنظيم داعش عبر نشراته مقاتلي هيئة تحرير الشام الأجانب إلى الانفصال عن "حكومة الجولاني" والانضمام إليه، في ظل أنباء عن ضغوط دولية لترحيل المقاتلين الأجانب واحتمال سحب جنسياتهم.

 

داعش والجولاني: صراع بين "التوحيد والديمقراطية"؟

 

في تصعيد لافت، وصف تنظيم داعش حكومة الجولاني بأنها "غير شرعية" واتهمها بالتحالف مع أمريكا. وفي مقال نشره في صحيفة "النبأ"، هاجم التنظيم الجولاني بسبب لقائه مع ترامب، واعتبر ذلك شركاً صريحاً. كما وصف سوريا بأنها "أرض المعارك الملحمية" وليس "أرض السلام" كما يدّعي الجولاني.

 

وجاء التهديد من جهة أخرى أيضاً، حيث كشف داعش عن كتيبة جديدة تُدعى "كتيبة أحمد الأسير"، هددت باستهداف السفارات الأمريكية والمسيحيين والعلويين والدروز والشيعة واليهود، في تصعيد طائفي خطير.

 

 آلية مشوّهة لتحالف غير مكتمل

 

الآلية الثلاثية بين تركيا وسوريا والأردن، في ظل غياب العراق وقسد وأمريكا، وبدون وضوح في المهام أو هيكلية تنفيذية، تبدو من الآن مشروعاً ناقصاً فاقداً للمصداقية. هذا عدا عن تضارب أولويات الدول المشاركة، وموقف تركيا العدائي تجاه الأكراد، ما يُضعف فرص نجاح هذه المبادرة الأمنية.

 

الواقع أن تنظيم داعش لا يزال تهديداً حقيقياً، لكن طريقة التعامل معه تكشف نوايا خفية. وفي مقدمة هذه النوايا، السعي التركي لتوسيع النفوذ في شمال سوريا والعراق تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

 

فهل تكون هذه الآلية خطوة فعلية نحو الاستقرار؟ أم مجرد ستار دخاني لمشروع نفوذ تركي جديد؟

الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn