"لماذا سوهاج منسية؟!".. أكثر من 6 ملايين مواطن بلا متنفس

في قلب صعيد مصر، تقف محافظة سوهاج العريقة شاهدة على مجد حضاري قديم، لكنها اليوم تُعاني من تهميش واضح في أبسط حقوق الإنسان: الحق في الترفيه.
فبينما تضج القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية) بمئات أماكن الترفيه من مولات ومسارح وسينمات وحدائق عامة ومراكب نيلية ومهرجانات شبابية وثقافية، نجد سوهاج شبه خالية من أي متنفس حقيقي لأهلها. المواطن السوهاجي في أيام العيد أو الإجازات لا يجد مكانًا يخرج فيه، لا متنزهًا آمنًا، ولا كورنيشًا حيويًا، ولا حتى سينما تستحق الذكر.
في القاهرة، هناك أكثر من 80 مولًا تجاريًا، وأكثر من 200 حديقة، وأكثر من 100 دار عرض سينمائي ومسرحي، إضافة إلى عشرات الأماكن المجانية للتنزه مثل كورنيش النيل والأزهر بارك.
أما في سوهاج، فلا يوجد سوى عدد محدود جدًا من الحدائق الصغيرة، ومول أو اثنين بالكاد يقدم أي قيمة ترفيهية، وكورنيش غير مستغل، وسينما تمت إزالتها.
الترفيه ليس رفاهية.. بل ضرورة إنسانية
الناس في حاجة إلى أماكن تُفرّغ فيها طاقتها. في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، يصبح الترفيه وسيلة تفريغ وضغط نفسي ضرورية، وليس كماليات كما يظن البعض.
وحين يغيب الترفيه، تظهر آثاره السلبية بوضوح:
زيادة معدلات العنف الأسري والمجتمعي.
ارتفاع نسب الإدمان وتعاطي المخدرات بين الشباب.
انتشار المشاجرات بسبب أبسط الخلافات، حتى في الأعياد.
تفشي جلسات "الفراغ القاتل" في المقاهي كبديل ترفيهي وحيد.
ضياع طاقات الأطفال والمراهقين في غياب الأنشطة الصيفية المنظمة.
6 ملايين مواطن بدون مكان للراحة.. أين العدالة؟
كيف يمكن لمحافظة يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين نسمة أن تُترك دون بنية ترفيهية؟
أين العدالة في التوزيع؟ لماذا يحصل البعض على كل شيء بينما الآخرون لا يجدون سوى المقاهي أو الجلوس في الشوارع كوسيلة للهروب من الملل؟
نداء إلى المسؤولين
إلى السيد وزير التنمية المحلية
إلى السيد محافظ سوهاج
إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة
إلى وزارتي الشباب والرياضة، والسياحة
نناشدكم التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من روح الناس، فالحاجة إلى الترفيه باتت ضرورة أمن قومي وسلام اجتماعي، لا مجرد مطلب رفاهي.
نطالبكم بـ:
تطوير الكورنيش ليصبح واجهة حضارية تخدم الأسر.
إنشاء مولات وحدائق عامة في كل مراكز المحافظة.
إطلاق مهرجانات ثقافية وموسمية تشجع السياحة الداخلية.
دعم الجمعيات الأهلية لإنشاء مراكز شباب حقيقية.
توفير دور عرض ومسارح ومكتبات ثقافية في نطاق كل مدينة.
في الختام..
الناس بحاجة إلى متنفس.
الناس بحاجة إلى أن تضحك، أن تمشي في مكان جميل، أن تُشاهد فيلمًا، أن تُصفق في مسرح، أن تترك الهموم على كرسي في حديقة.
سوهاج لا تستحق هذا التهميش.
وسكوت الناس ليس رضا.
بل هو صبر على الأمل.
أعيدوا الحياة لقلوب الناس، قبل أن تختنق تمامًا.