رسالة مفتوحة إلى كل مسؤول في مكانه

بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام:
إلى كل محافظ من محافظي جمهورية مصر العربية،
إلى كل وزير، إلى كل وكيل وزارة،
إلى كل مدير إدارة، إلى كل مسؤول وكل صاحب قرار،
تحية طيبة وبعد،
إن أمانة المسؤولية التي وضعها الله في أعناقكم، تقتضي منكم السعي الدؤوب إلى تحسين حياة المواطن المصري، والارتقاء بكرامته وصحته وراحته. ومن هذا المنطلق، أوجه إليكم اليوم رسالة خطيرة وغاية في الأهمية، تمس حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، يتعلق بتوفير حمامات آدمية نظيفة وصحية في كافة الأماكن العامة والخدمية بمختلف أنحاء الجمهورية.
موضوع الرسالة: "ضرورة توفير حمامات آدمية في كل مرفق عام وأملاك الدولة"
لقد أصبح مشهد انعدام أو تهالك بيوت الراحة العامة مألوفًا في الكثير من المصالح الحكومية، مواقف السيارات، المجمعات السكانية، الجامعات، والمستشفيات الحكومية، حتى بات يمثل إهانة لكرامة المواطن، وانعكاسًا سلبيًا على صورة الدولة والمجتمع.
إن المواطن المصري – أبا كان أو أما، ابنة كانت أو زوجة، طفلا كان أو شيخا – يستحق أن يجد حمامًا نظيفًا في كل مرفق حكومي يرتاده، شأنه شأن أي مواطن في الدول المتحضرة.
مطالب محددة وعاجلة:
1. توفير حمامين على الأقل في كل مصلحة حكومية، موقف سيارات، ومكان عام تزداد فيه حركة المواطنين.
2. تكليف الإدارات المحلية (الأحياء والمراكز) بالإشراف المباشر على نظافة هذه الحمامات وصيانتها الدورية.
3. تعيين مشرف نظافة دائم على كل حمام، يعمل بأجر رمزي مناسب لضمان استدامة الخدمة بجودة عالية.
4. إطلاق حملات تفتيش مفاجئة لقياس مستوى النظافة والصيانة، واتخاذ إجراءات رادعة ضد التقصير.
الجامعات والمستشفيات: صورة أخرى مؤسفة
ومن غير المعقول أن تكون مكاتب القيادات الجامعية مهيأة ومعقمة، بينما يترك طلابنا، صناع المستقبل، أمام حمامات غير آدمية، لا تليق بحضارتنا ولا بطموحاتنا.
كذلك المشهد أكثر مأساوية في المستشفيات الحكومية، حيث يفترض أن تكون النظافة والراحة من أولى شروط الشفاء، فإذا بنا نجد الروائح الكريهة والإهمال.
نداء عاجل:
أيها المسؤولون: اتركوا المكاتب المكيفة لبعض الوقت، وتفقدوا مراحيض المواطنين.
استقيموا يرحمكم الله، وقوموا بواجباتكم كاملة.
تحركوا قبل أن يتحول الإهمال إلى أزمة صحية خطيرة.
ليكن لكل مسؤول الجرأة أن يستخدم بنفسه الحمام العام الذي أتاحه للناس، فإن استطاع ذلك ارتضيناه له، وإن لم يستطع، فليبدأ بإصلاحه فورًا.
في الختام:
إننا لا نطالب إلا بأبسط حقوق الإنسان: بيئة نظيفة، خدمات محترمة، ورعاية صحية تليق بمواطن يستحق الأفضل.
كرامة المواطن المصري خط أحمر، والنظافة العامة عنوان تقدم الأمم.
فلتكن هذه الرسالة بداية لتحرك فعلي، وإصلاح حقيقي، لا مجرد وعود أو تصريحات.
"استقيموا يرحمكم الله"
والله ولي التوفيق، وهو يهدي السبيل.