الاسكندرية القديمة
-ترجع علاقة مصر ببلاد الإغريق قبل مجئ الإسكندر بعدة قرون فقد تمكن تجار اليونان والوسطاء من تأسيس محلة لهم فى دلتا النيل هى قرية كوم جعيف بمحافظة البحيرة وتوطدت علاقة المصريين بالإغريق طوال فترة الأستعمار الفارسي لوادى النيل فلما استطاعت مقدونيا ان توحد الإغريق وتخلق منهم قوة متماسكة , عزم فيليب على القيام بغزو الإمبراطورية الفارسية ولم تهمله الأقدار فقد مات قبل تنفيذ مشروعه تاركاَ لابنه وخليفته الإسكندر الأكبر هذه المهمة . وبدأ الاسكندر حملته وانتصر على القوات الفارسية فى اًسيا واثر ان يسيطر على البحر وشواطئه الشرقية وبعد ذلك اتجه فاحتل كل موانئ ومدن الساحل الشرقي للبحر المتوسط ووصل بعد ذلك الى الإسكندرية فى خريف عام 332ق.م . فسلم له الوالى الفارسي دون مقاومة وتقدم الإسكندر بعد ذلك الى منف بين مظاهر الترحيب الشديد من أبناء مصر الفارحين بخلاصهم من الحكم الفارسي البغيض .وقد نظروا الى الاسكندر على انه صديق وحليف يحترم عقائدهم وتوج نفسه على نهج الفراعنة وحمل لقب ابن امون وكان أعظم عمل قام به الاسكندر هو تأسيس المدينة التى حملت اسمه فخلدته .
-فكر الإسكندر في إنشاء مدينته الخالدة بتوجيه هوميروس في «الأوديسة» عندما أغاثت «فاروس» أبطال حروب طروادة.
- فقد بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى "فاروس" بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700,000 مجلّد، ومنارة الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع،[14] وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 120 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال قوي سنة 1307.
- حيث تضم الإسكندرية بين طياتها الكثير من المعالم المميزة، إذ يوجد بها أكبر موانئ مصر البحرية (ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة) فتمر بالمدينة نحو 80% من إجمالي الواردات والصادرات المصرية، وتضم أيضًا مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تتسع لأكثر من 8 ملايين كتاب كما يضم العديد من المتاحف والمواقع الأثرية مثل قلعة قايتباي وعمود السواري وغيرها، يبلغ عدد سكان الإسكندرية حوالي 4,123,869 نسمة (حسب تعداد 2006) يعملون بالأنشطة التجارية والصناعية والزراعية.
- فتنقسم الإسكندرية إلى تسعة أحياء إدارية هي حي أول المنتزة، حي ثان المنتزة، حي شرق، حي وسط، حي غرب، حي الجمرك، حي العجمي، حي أول العامرية، وحي ثان.
- ويرى المؤرخون أن اختيار الإسكندر لمدينة الإسكندرية كي تكون عاصمة لدولته، استهدى في ذلك بتوجيه معلمه الروحي هوميروس في ملحمة "الأوديسة"، حيث ذهب "تليماك" ابن "أودسيوس" ملك إيثاكا، إلى مينيلاوس ملك إسبرطة، يسأله إن كان يعرف شيئا عن مصير والده المختفي، فحكى مينيلاوس عن أهوال الحرب وشجاعة ملك إيثاكا وجيشه المفقود، وأنه بعدما أضنى التعب جيوشهم، بلغوا شواطئ مصر، عند جزيرة فاروس، وهناك كما يقول ملك إسبرطة: "ارتوينا من كوثر هذه البلاد التي تجري من تحتها الأنهار".
تخطيط المدينة:-
-اختار المهندس دينو قراطيس النمط الهيبو دامى لهذه المدينة وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزواية قائمة ثم تخطيط شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين وهو التخطيط الذى شاع استخدامه فى العديد من المدن اليونانية منذ القرن الخامس ق.م وبدأ المهندس دينو قراطيس بمد جسر يربط بين الجزيرة التى سميت فيما بعد بجزيرة فاروس وكان طول هذا الجسر 1300 م ونتيجة لإنشاء هذا الجسر أصبح هناك ميناءان أحدهما شرقي يسمى بالميناء الكبير والأخر غربي ويسمى ميناء العود الحميد
-تقسيم المدينة:- تم تقسيم المدينة الى خمسة أحياء حملت حروف الابجدية اليونانية الأولى ومن هذه الأحياء : الحى الملكى (البروكيون) والحى الوطنى وحى اليهود ويمتد المسرح الرئيسي من الشرق الى الغرب فى وسط المدينة وهو المعروف بشارع كانوب (شارع فؤاد حاليا) ويحده من الشرق بوابة كانوب ومن الغرب باب سدرة أما الشارع الطولى الذى يمتد من الشمال الى الجنوب فهو يقابل الأن شارع النبى دانيال وكان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس .
المناخ :-
- تتميز الإسكندرية بمناخ معتدل، إذ يسود بها مناخ البحر المتوسط والذي يتميز بصيفه الحار والجاف وشتائه الرطب والمعتدل والممطر. يمتد فصل الشتاء في الإسكندرية عبر شهور ديسمبر، يناير، وفبراير وتترواح درجة الحرارة العظمى فيه ما بين 12 و 18 درجة مئوية، وتتعرض الإسكندرية خلال هذا الفصل إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة والبرد والأمطار الغزيرة. أما فصل الصيف في الإسكندرية، فيمتد عبر شهور يونيو، يوليو، وأغسطس وتترواح درجة الحرارة فيه ما بين 25 و 30 درجة مئوية.
- وقد احتلت الإسكندرية مكاناً بارزاً في العمليات العسكرية للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على مصر في عام 1798، والتي من خلالها دخل مصر واستقر بها لمدة ثلاث سنوات حتى عام 1801، بعد هزيمة ساحقة لجيش نابليون على أيدي القوات البريطانية في معركة الإسكندرية في 21 مارس/آذار 1801.