الجيش المصرى: أسطورة وطن عبر العصور
منذ فجر التاريخ كانت مصر حاضرة كقوة لا تقهر بموقعها الجغرافى الاستراتيجى وحضارتها العريقة.
ولكن خلف كل ذلك، يكمن سر استمراريتها في وجه الأعداء: جيشها العظيم. هذا الجيش الذى كان وما زال رمزًا للقوة والصلابة خاض حروبًا لا تُعد ولا تُحصى ليبقى الدرع الذى يحمي الأمة، والسيف الذى يقطع يد المعتدين.
الجيش المصرى عبر التاريخ
بدأت أسطورة الجيش المصرى منذ عصور الفراعنة، حيث سطرت مصر أولى صفحات القوة العسكرية المنظمة فى العالم. فى معركة قادش عام 1274 ق.م قاد الملك رمسيس الثانى جيش مصر في واحدة من أكبر المعارك التي شهدها العالم القديم ليضع الأسس الأولى لفن القتال والتكتيك العسكرى.
مرورًا بالإسكندر الأكبر والحروب الصليبية ووصولًا إلى عهد المماليك ظل الجندي المصري يُعرف بشجاعته وبسالته. الجندي الذى قال عنه نابليون: لو كان لدى جيش من المصريين لغزوت العالم كله.
الجيش المصرى فى العصر الحديث
مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأ الجيش المصرى فى تحديث نفسه لمواكبة تحديات العصر. فى الحروب العالمية الأولى والثانية، أظهر المصريون قدرتهم على الصمود وسط عواصف السياسة الدولية.
لكن التحول الحقيقى بدأ مع ثورة 1952 حيث تبنت مصر سياسة استقلال عسكرى. ومنذ ذلك الحين، أصبح الجيش المصرى رمزًا للتحرر من الاستعمار والتبعية وخاض حروبًا مفصلية:
حرب 1956: المعروفة بالعدوان الثلاثى حيث وقفت مصر بشجاعة أمام القوى الكبرى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
حرب 1967: رغم النكسة إلا أن الجيش المصرى أثبت قوته في الاستنزاف، لتكون مقدمة لانتصار أسطوري.
حرب 1973: عندما أعاد الجيش المصري كتابة التاريخ بعبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف فى أكبر ملحمة عسكرية شهدها العصر الحديث.
تطوير الجيش والسلاح المصرى
اليوم يعد الجيش المصرى من أقوى جيوش العالم، ليس فقط بالعدد، بل بالتكنولوجيا والتكتيكات المتطورة. من امتلاك أحدث أنواع الطائرات والمقاتلات والدبابات، إلى بناء ترسانة بحرية قوية تحمي المياه الإقليمية المصرية أصبح الجيش قوة لا يُستهان بها.
إلى جانب ذلك تعمل مصر على تعزيز قدراتها التصنيعية العسكرية، عبر مصانع محلية تنتج أسلحة ومعدات، مما يضعها على خارطة الدول المصدرة للسلاح.
الجندى المصري: أسطورة مستمرة
الجندى المصري
ليس مجرد مقاتل بل رمز للكرامة والشرف. وصفته الصحف العالمية بأنه الجندى الذى يقاتل حتى النفس الأخير وقالت عنه صحيفة نيويورك تايمز إنه أيقونة الشرق الأوسط.
وربما تلخص كلمات الرسول ﷺ حين قال: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض. قوة الجندي المصري وشجاعته عبر الزمان.
الجيش والشعب يدٌ واحدة
لا يمكن الحديث عن الجيش دون الإشارة إلى العلاقة التي تربطه بالشعب المصرى. هذه العلاقة الفريدة التى تمتزج فيها الوطنية بالثقة المتبادلة. الجيش ليس فقط حامي الحدود، بل شريك في التنمية يد تبني الوطن وأخرى تحمل السلاح.
منذ آلاف السنين والجيش المصرى يكتب تاريخه بحروف من نور ودم. فى كل معركة كان الجندى المصري يقف كالطود الشامخ، ليذكر العالم بأن مصر لا تُكسر. ومع كل تحدٍ جديد، يثبت الجيش المصري أنه ليس فقط درع الوطن وسيفه، بل نبضه الحي الذى لا يتوقف عن العطاء.
مصر باقية بجيشها وجيشها خالد بشعبه وشعبها لا ينهزم لأنه يؤمن بوطنه.