الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية فى حوار خاص لـ " الخبر الفورى "
حوار : درى موسى
رسائل إيجابية عدة حملها لنا حديث الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أهمها نجاح مشروع الضبعة النووية والتأكيد على ان الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يعمل منذ تولى مسئولية قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة على دفع عجلة الإنتاج والتنمية والإنجاز للمشروع بتحفيز العاملين فى لقاءاته بهم ... وإلى نص الحوار
ما هى تكلفة إنشاء ال 4 مفاعلات النووية؟ وكيف ستعوض هذه التكلفة بعد التشغيل؟ وهل التكلفة ستكون أقل من تكلفة محطات التوليد التى يتم تشغيلها حاليآ؟
تكلفة إنشاء المحطات النووية قد تكون مرتفعة فى البداية إلا أن تكلفة إنتاج الكهرباء منها تعد إقتصادية على المدى البعيد .
فنفقات التشغيل أقل من المحطات التقليدية فضلا عن عمرها الإفتراضى الذى يصل إلى 100 عام .
ومن المتوقع أن تعوض هذه التكلفة من خلال بيع الكهرباء المنتجة بأسعار تنافسية مقارنة بمحطات التوليد الحالية وستمنحنا الطاقة النووية تكاليف تشغيل أقل على المدى الطويل .
والتقييم الاقتصادى٦ لمشاريع إنتاج الكهرباء يتم إستناداً لحساب متوسط تكلفة إنتاج وحدة الكهرباء كيلو وات ساعة (ك.و.س) والتى تشتمل التكاليف الرأسمالية وتكلفة الوقود وتكلفة التشغيل والصيانة وذلك طوال العمر التشغيلى لمحطات القوى النووية .
والمحطة النووية تتميز بقدرتها التنافسية الإقتصادية العالية مقارنة بمحطات أخرى من خلال :
طول العمر التشغيلى لمحطات القوى النووية (ضعف مثيلاتها لمحطات من نوع الدورة المركبة).
،إنخفاض تكاليف الوقود والتشغيل والصيانة وهو ما يمنحها ميزة هامة تتمثل فى إستقرار وجدوى توليد الكهرباء على المدى الطويل .
كما تجدر الإشارة إلى أن الإستراتيجية المصرية لتأمين الإمداد بالطاقة الكهربية ترتكز على عدم الإعتماد على مصدر وحيد أو تكنولوجيا بعينها فى توليد الكهرباء، حيث يجب تنويع تلك المصادر ضمن مزيج هو الأمثل لتوليد الكهرباء من الناحية الإقتصادية ووفق محددات النظام الكهربى المصرى .
كيف سيتم التخلص السليم من النفايات المشعة الضارة؟ وهل توجد نصوص فى الإتفاقية تنص على رد جميع النفايات المشعة بعد العملية الكيميائية إلى بلدها؟
◽تم فى يوليو 2017 إعتماد المجلس الأعلى للإستخدامات السلمية للطاقة النووية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى للإستراتيجية المصرية لإدارة النفايات المشعة والوقود النووى المستهلك وعمليات التكهين للمحطات النووية وقد شارك فى إعداد هذه الإستراتيجية كل الهيئات النووية المختصة والجهات ذات الصلة وتهدف الإستراتيجية إلى تقديم الحلول المناسبة للتعامل مع النفايات المشعة ومراعاة الحفاظ على سلامة الإنسان والبيئة وعدم تحمل الأجيال القادمة أعباء إضافية أخذآ فى الإعتبار الجوانب الإقتصادية والاتجاهات العلمية الحديثة .
أما مع الجانب الروسى فقد تم من خلال عقد التعامل مع الوقود النووى المستنفذ التعاقد على إنشاء مستودعات للتخزين الجاف للوقود النووى المستنفذ وذلك بإستخدام أوعية خاصة معدة (لحفظ الوقود لمدة تصل الى 100 عام) فربما يحدث تطورات تكنولوجية تمكننا من الإستفادة به يوما ما ثم بعد تلك المدة سيتم دفنه بالطريقة الصحيحة المتبعة فى كل دول العالم .
كما يتم من خلال عقد الإنشاء الرئيسى إنشاء وحدات لمعالجة النفايات المشعة " الغازية والصلبة والسائلة .
من المعلوم أن المكونات الأساسية لأى مفاعل (وقود نووى ، قلب المفاعل، مهدئ النيترون، ذراع التحكم، غلاية، الخزان، عنفة بخارية، مكثف الماء) هل ستقوم أى من المصانع المصرية بتصنيع أى منها ؟ وهل توجد دول أخرى غير الحكومة الروسية ستشارك بتوريد أو فى تصنيع أو الدخول فى أى جزئية أو بأى فكر أو مشاركة فى عملية المفاعل؟
◽حاليًا، لا توجد مصانع مصرية لتصنيع المكونات الرئيسية للمفاعل ، وتشارك دول أخرى فى توريد بعض المكونات، ولكن ذلك يعتمد على العقود والإتفاقيات المبرمة .
ومشروع المحطة النووية بالضبعه له أثره الإيجابى على التطور التكنولوجى وتطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلى .
وتطوير الصناعة المصرية من أولويات المشروع النووى المصرى من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلى فى كل وحدة جديدة طبقاً لخطة واضحة وملتزم بها مما سيحدث نقلة ضخمة فى جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية فى الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التى تتطلبها صناعة المكونات النووية والتى ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات غير النووية التى تنتجها نفس المصانع وتتصاعد نسب المشاركة المحلية للمشروع بدءا من الوحدة الأولى بنسبة لا تقل عن 20% وصولا للوحدة الرابعة بنسبة لا تقل عن 35 % مما سينعكس على الإقتصاد المصرى وتطوير الصناعة .
وهناك مجالات محددة للمشاركة المحلية فأعمال التصميم تمثل 5% من نسبة المشاركة المحلية وأعمال الإنشاء والتشييد 35% من نسبة المشاركة المحلية وأعمال توريد المعدات والمكونات 25% من نسبة المشاركة المحلية ، أما توريد المعدات 35% من نسبة المشاركة المحلية .
هل سيتم إستخدام المفاعلات النووية فى محطات الطاقة النووية فى توليد الطاقة الكهربائية ودفع السفن والغواصات أو الزراعة أو الطب أو تحلية المياه أو شئ آخر غير توليد الطاقة؟
◽يمكن إستخدام الطاقة النووية وتقنياتها فى عدة مجالات بجانب توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر مثل الزراعة والغذاء والطب وإستكشاف الفضاء .
الزراعة والغذاء :
--------------------
يستخدم المزارعون الإشعاع فى عدة دول حول العالم لمنع الحشرات الضارة من التكاثر والتقليل من أعدادها وحماية المحاصيل الزراعية، وبالتالى توفير كميات أكبر من الغذاء للعالم .
ويعمل تعريض الطعام للإشعاع (التشعيع) على قتل البكتيريا والكائنات الضارة الأخرى فيه ويعتبر نوعًا من التعقيم وذلك دون تحويل الطعام إلى غذاء مشع أو أن يؤثر على القيمة الغذائية للطعام وفى الواقع يعد التشعيع السبيل الوحيد لقتل البكتيريا فى الأطعمة النيئة والمجمدة بطريقةٍ فعّالة .
الطب :
------
توفر التقنيات النووية صورًا لداخل جسم الإنسان وتسهم فى علاج بعض الأمراض، فعلى سبيل المثال :
. تمكن الأطباء وفقًا للأبحاث النووية من تحديد كمية الإشعاع اللازمة بدقّة لقتل الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة.
إضافةً إلى التصوير بالأشعة السينية التى تعتبر من أهم أدوات التشخيص الطبية الأكثر إستخدامًا، وهى تعتمد على الإشعاع وتتيح للأطباء فرصة الاطّلاع على جسم الإنسان من الداخل .
وتستخدم المستشفيات أشعة جاما لتعقيم المعدّات الطبية بأمان وبتكلفة قليلة مثل : الحُقن وضمادات الحروق والقفازات المستخدمة فى الجراحة وصمامات القلب .
إستكشاف الفضاء :
---------------------
مكّنت التقنية النووية العلماء من إستكشاف الفضاء بدقة إذ تُستخدم الحرارة الناتجة عن البلوتونيوم لتوليد الكهرباء فى مولّدات المركبات الفضائية التى تعمل بدون طيار ويمكنها العمل لعدة سنوات .
وعلى مدى الأعوام الخمسين الأخيرة، إستخدمت 27 بعثة فضائية تقنية الطاقة النووية لإستكشاف النظام الشمسى فهى مصدر موثوق وطويل الأمد للكهرباء ويمكنها تشغيل هذه المركبات الفضائية حتى أثناء تجولها فى عمق الفضاء .
وهناك الكثير من التطبيقات التى تستخدم القوى النووية بشكل عام فيما هو أبعد من توليد الكهرباء. وتنطوى هذه التطبيقات التى تتطلَّب الحرارة على تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين وتدفئة الأحياء السكنية وحرارة المعالجة الصناعية (تصنيع الزجاج والإسمنت وإنتاج المعادن) والتكرير وإنتاج الغاز المركَّب .
وبينما يسعى المجتمع العالمى جاهداً إلى تحقيق أهداف المناخ فإنَّ توسيع دور الطاقة النووية فى هذه التطبيقات يمكن أن يكون رئيسياً للإنتقال بموثوقية ونجاح إلى الطاقة النظيفة .
وسوف تساهم الطاقة النووية وتكنولوجياتها فى فتح أفاق التعليم والبحث العلمى حيث سيتم التدريب على المفاعل بشكل عملى والتكنولوجيات الحديثة للطاقة النووية مما سوف تنعكس إيجاباً على تطوير الصناعات ورفع المستوى التعليمى فى مجال الصناعات المتعلقة بتكنولوجيا الطاقة النووية ورفع المستوى العام من المعرفة العلمية وإنشاء مراكز لتدريب الطلاب والعلماء النوويين المستقبليين وتطوير المهارات والإختصاصات الضرورية للإستخدام الصناعى للطاقة النووية وتقوية الإقتصاد الوطنى من خلال إستخدام التكنولوجيا النووية المتقدمة وتبادل التكنولوجيات والإبتكارات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية
ما هى الضمانات التى تلزم الطرف المتعاقد مع الحكومة المصرية بتوريد مستلزمات التشغيل من وقود نووى وخلافه؟ وهل ستتوقف المفاعلات عند عدم الإلتزام بالتوريد؟
◽ تتضمن العقود المبرمة مع الموردين ضمانات واضحة تضمن الإلتزام بتوريد مستلزمات التشغيل حيث أن الجانب المصرى تعامل بحرفية عالية فى وضع شروط تضمن إمدادات الوقود النووى اللازم لتشغيل مفاعلات الضبعة تحت أى ظروف سياسية، مشدداً على أن عقد توريد الوقود طويل المدى يضمن توريده تحت أى ظروف سياسية قد تطرأ وهو عقد ملزم للجانب الروسى ولدينا بدائل لتأمين توريد الوقود فى حالة حدوث أى أزمة بجانب وجود إستراتيجية لدينا لتأميــن خطط الإمداد طويلة الأجل بالوقود النووى "الإستراتيحية المصرية لتأميــن خطط الإمداد طويلة الأجل بالوقود النووى " وهناك عقد أيضا لدعم التشغيل والصيانة لتوفير الإمداد بقطع الغيار اللازمة عند الطلب .
ودائما يكون هناك مخزون من الوقود النووى وقطع الغيار والمستهلكات الخاصة بالمحطة لتأمين التشغيل لعدة سنوات وهذا المخزون يكفى فى حال عدم الإلتزام بالتوريد إلى إيجاد مورد بديل وهناك آليات للتقييم والإدارة فى هذه الأمور .
ما هى مدة تشغيل المفاعل عند وضع الكمية المطلوبة من الوقود للتشغيل قبل تغيرها ؟
يعتمد تشغيل المفاعل على نوع الوقود المستخدم، ويمكن أن تستمر فترات التشغيل لعدة سنوات قبل الحاجة لتغيير الوقود فيتم تغير نسبة الثلث من حزم الوقود بالمفاعل كل عام ونصف .
أى أن مدة تشغيل المفاعل يمكن أن تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات قبل الحاجة إلى تغيير جميع حزم الوقود بقلب المفاعل .
فى حالة وجود شروط مجحفة من الشركات الروسية ضد المقاول المصرى من الباطن هل تتعامل الهيئة مع هذه المشكلة؟ ولما لا يتم مراجعة العقود التى تبرم بين الشركات الروسية والشركات أو المقاولون المصريين قبل التوقيع أو التعاقد معهم حفاظاً على حقوق الجانب المصرى؟
◽الهيئة تسعى دائمًا لحماية حقوق المقاولين المصريين وتوجد قنوات للتعامل مع أية مشكلات قد تنشأ .
هناك عدد من الشركات الروسية والأجنبية والمصرية يعملوا مقاولين من الباطن للمقاول العام الرئيسى حيث أن المقاول العام الرئيسى مسئول عن إختيار مقاوليه من الباطن حيث أنه لتعزيز المشاركة المحلية فقد نصت العقود على نسبة من المشاركة المحلية للشركات المصرية بنسبة لا تقل عن 20 % للوحدة النووية الأولى وتصل الى ما لا يقل عن 35% للوحدة النووية الرابعة وتدعم هيئة المحطات النووية الشركات المصرية وتقف على مسافة واحدة من الجميع وتتولى هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بمعاونة إستشاريها الفنى الدولى مراجعة الوثائق الفنية والتصميمات الهندسية والإشراف على تنفيذ المشروع .
وبالنسبة لحقوق العمالة والمقاولين من الباطن هناك تعاقدات تبرم بينهم وبين المقاول العام للمشروع أو مقاولى الباطن من المقاول العام بالمشروع تحتوى على بنود تتعلق بحقوق العمال والإلتزامات المترتبة على كل طرف وهى تتوافق مع قوانين العمل المصرية فى المناطق النائية التى تضمن توفير وسائل النقل والغذاء للعاملين .
هل تم توفير سكن للعاملين التابعين للهيئة عند التشغيل وهل سيشمل السكن العاملين وأسرهم؟
◽هناك مدينة نواة وهى عبارة عن مجمع عمرانى سكنى شامل متكامل بالخدمات مخصص حصريآ لسكن العاملين المصريين والأجانب العاملين بالمشروع .
ومدينة نواة مجاورة مباشرة لموقع المحطة النووية بالضبعة والمدينة حالياً تضم وحدات للسكن العائلى وأخرى للسكن الفردى .
هل ستتوفر مساحات خضراء داخل المشروع؟
◽نعم ومن المخطط زراعة بعض المزروعات بغرض قياس وتحليل هذه الثمار كل فترة للاطمئنان على مستوى السلامة من أى إشعاع .
ولأهمية الحوار لما له من إستضاحات يتابعها بحماس وإشتياق شديد كافة المصريين لذا فالحوار له بقية وإستكمال خلال الأيام القادمة بإذن الله تعالى