منى صدقى تكتب : رسائل الرئيس السيسى للمصرين
حمل حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حفل تخريج دفعة من أكاديمية الشرطة يوم الأحد الماضى عدة رسائل بالغة الأهمية ، أبرز ما جاء فيها هو التأكيد على أن المنطقة فى حالة خطر شديد، وأن الظروف الحالية بالغة القسوة بشكل لم يسبق له مثيل ، ما يدعو إلى توخى الحذر الشديد والحكمة فى كل ما نخطو من خطوات كدولة محاطة بالأخطار من جميع الجهات .
حديث الرئيس السيسى جاء واضحاً وصريحاً لا لبس فيه حتى يعلم الجميع كل الأمور من حولنا التى تحيط بالمنطقة، خاصة مصر من الناحية الشرقية والغربية والجنوبية مع التأكيد أن سياسة القاهرة تتسم بالاعتدال والتوازن بما يحفظ أمن واستقرار الدولة المصرية ، لكن هذه المرة الأمر مختلف عما سبق ، فجميع الحدود معرضة للخطر، وهذا يستوجب من المصريين أمرًا بالغ الأهمية، هو أن يتفهموا طبيعة الأخطار التى تحيط بنا من كل مكان .
تلك الرسالة التى وجها الرئيس السيسى فى حديثه مباشرة إلى الشعب المصرى من خلال التكاتف والتماسك والبعد عن الأكاذيب والشائعات التى تروجها بعض الجبهات فى الداخل والخارج بل وحتى بعض الدول من أجل إصابة المصريين باليأس والإحباط والتشكيك الدائم فى قيادتهم السياسية والجيش وأجهزة الدولة ، هذا التحذير دائمًا ما يتناوله الرئيس السيسى بكل شفافية، ويطالب المصريين بأن يكونوا يدًا واحدة وعلى قلب رجل واحد ، فمصر دولة قوية لا تؤثر فيها كل هذه الأمور طالما أن الجميع متحدون ومتمسكون بوطنيتهم .
وكما ذكرت فى مقالى السابق فإن الرؤية المصرية هى الصائبة التى تحتكم إلى الحكمة والتعقل وتحمل الخير والسلام للمنطقة كلها لكن مع الأسف الشديد لا نجد من يسمع أو يستجيب لها، سواء من الولايات المتحدة الأمريكية، أو من إسرائيل، أو من المجتمع الدولى الذى يتحدث بلغة وينفذ أخرى على أرض الواقع .
لذلك فكما أكد الرئيس السيسى فإن حماية الأمن القومى المصرى عملية مستمرة ، ما يعنى أن الدولة المصرية تعمل بكل طاقتها وقدرتها على حماية الأمن القومى المصرى، حتى لا يُمس بأدنى سوء من بعيد أو قريب ، و هذه قضية لا يمكن بأى حال من الأحوال التفريط فيها أو التخاذل بشأنها فلا وطن بلا أمن وأمان ، وإلا فما دمنا غير آمنين فى أوطانا فكيف نتحدث عن انتاج وتنمية وتطوير وبنية تحيتية وبناء الانسان فى ظل وطن مضطرب لا يأمن فيه المواطن على حياته وأمنه وسلامته .
فى النهاية علينا جميعاً مسئولية وطنية كبرى أهمها هى التصدى لكل الشائعات والأكاذيب من أجل النهوض بوعى المواطنين إلى أكبر درجات الوعى فهذا دورنا مثقفين وأدباء وكتاب وأحزاب سياسية ووسائل اعلام بجميع أنواعها ، فرسائل الرئيس السيسى الأخيرة هامة وخطيرة ولابد أن ينظر لها بعين الجدية والحزم حتى نفوت الفرصة على من يريدون دخول البلاد فى نفق مظلم كما يحدث الآن لبعض البلدان العربية الشقيقة .