تجد حركة حماس نفسها فى واحدة من أعقد مراحلها منذ التأسيس وسط معطيات إقليمية ودولية

مع انكشاف الغطاء الإيرانى وتراجع الدعم المالى والسياسى تجد حركة حماس نفسها فى واحدة من أعقد مراحلها منذ التأسيس وسط معطيات إقليمية ودولية متغيرة وضغوط ميدانية داخلية متزايدة.
فبينما تتواصل الدعوات الدولية لوقف القتال تتحرك واشنطن نحو ترتيب صفقة شاملة تتجاوز فكرة الهدنة المؤقتة فهل تقبل حماس بالمقايضة أم تختار المواجهة.
أكد الإعلامى المتخصص فى الشؤون الفلسطينية وائل محمود، خلال مشاركته فى برنامج غرفة الأخبار أن حماس فقدت الكثير من أوراق قوتها، سواء داخل غزة أو خارجها مشيراً إلى أن البنية القتالية للحركة تآكلت تحت وطأة الضربات الإسرائيلية بينما تراجع تحالفها مع إيران بشكل واضح خاصة بعد الضربة الأميركية المباشرة للمواقع النووية الإيرانية.وأضاف أن حماس خرجت من معادلة التحالف الاستراتيجى مع طهران بعد أن بدت الأذرع الإقليمية كحزب الله والحوثيين فى موقف المتفرج ولم تردّ بما يتناسب مع حجم التصعيد مما كشف هشاشة ما كان يُعرف بمحور المقاومة.
وفق ما نقلته مصادر خاصة تشترط حماس عدم المساس بمكتبها السياسى فى الخارج وعدم فرض قيود على أموالها فضلاً عن ضمان مشاركتها فى إدارة القطاع وفى الأجهزة الأمنية المستقبلية مع المطالبة بضمان أميركى بوقف الحرب لمدة 70 يوماً.
اللافت أن الحركة التى اعتادت اتهام واشنطن بالانحياز تطالب اليوم بضمان أميركى رسمى لاتفاق التهدئة فى انعكاس واضح لاختلال موازين القوة بعد حرب غزة وتداعيات التصعيد الإيرانى الإسرائيلى.
بدورها تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى هندسة صفقة متكاملة قد تعلن بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض وفق ما أكده أستاذ العلوم السياسية الدكتور حامد فارس. وأشار إلى أن ترامب الذى يتطلع لحصد نوبل للسلام يريد تسويق إنجاز مزدوج: وقف الحرب بين إسرائيل وإيران وإنهاء الصراع فى غزة.
فارس لفت إلى أن شروط حماس تعكس مصالح تنظيمية بحتة متسائلاً عن غياب أي مطالب إنسانية أو مدنية لصالح سكان القطاع معتبراً أن الحركة أمام فرصة ذهبية قد لا تتكرر.
يرى مراقبون أن الضغوط العربية بما فيها مواقف صادرة عن قطر ومصر تفتح نافذة محدودة أمام حماس للالتحاق بركب التهدئة. ففى ظل التحولات الإقليمية والحديث الإسرائيلى عن انفتاح محتمل على حل الدولتين فإن الفصائل الفلسطينية باتت مطالبة بإعادة ترتيب بيتها الداخلى.
وأكد فارس أن الحديث الأميركى–الإسرائيلى يشمل مقترحات جديدة حول إدارة المساعدات وتبادل الأسرى وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء محور نتساريم وهى بنود قد تمهّد لهدنة تفضى إلى مفاوضات أوسع.وائل محمود شدد على أن حماس لم تعد تملك القرار فى غزة بل بات مصير القطاع مرتبطاً بالتفاهمات الدولية والإقليمية. وقال إن الإدارة الأميركية تمسك بخيوط الملف بدءاً من وقف الغارات على طهران وصولاً إلى الضغط على نتنياهو لقبول اتفاق سياسى.
وحذر من ضياع الفرصة إذا استمرت حماس فى رفع مطالب تنظيمية ضيقة مشدداً على أن مستقبل غزة يتطلب انخراطاً عربياً فاعلاً خاصة من القاهرة والعواصم الخليجية فى صياغة مخرج سياسي يضمن استقرار القطاع ويمنع تكرار المأساة الإنسانية.