منى صدقى تكتب : مصر صوت الحكمة والعقل فى الشرق الأوسط
نقترب من الدخول على العام الأول للحرب الاسرائيلية على غزة من وقتها تنام فلسطين على وجع وتصحو على دم لأن الاحتلال الإسرائيلى أصبح لا يعرف لغة سوى قتل الأرواح الفلسطينية البريئة فهى سياسته منذ عشرات السنين ليضمن بقاءه فى المنطقة التى ليس لها ذنب سوى أنها استيقظت من نومها فوجدت هذا المحتل يأكل فى لحمها يقتل بلا ضوابط، ويدمر الإنسانية بلا أى رحمة وكأنه يملك حقاً دولياً ليمارس ما يحلو له بعيداً عن أى قوانين دولية أو أعراف أو دساتير عالمية .
ونتيجة لهذا السكوت العالمى المخذى وجدنا يد الشر للعدوان المحتل تحركت من قطاع غزة والضفة الغربية، إلى لبنان ليواجه مصير غزة وأهلها وأصبحت لبنان بين عشية وضحاها والتى لقبت بـ " لؤلوة الشرق " بين الدم والنيران بسبب سياسات البطش التى يتبعها بنيامين نتنياهو الذى خلط كل أوراق المعركة ووضع الشرق الأوسط بأكلمه على صعيد ساخن ينتظر مصير مجهول وهو على حافة الهاوية وذلك كله ليضمن مستقبله السياسى و بقائه فى الحكم لأطول فترة ممكنة .
فأصبح الشعب اللبنانى بجميع طوائفه يعانى مما يعانيه أخوانه فى غزة من الظلم والقهر والإحباط بشكل يومي والعيش وسط الدمار تحت ضربات عشوائية غاشمة لم يروا لها مثيلاً منذ زمن بعيد ، كل هذا، والمجتمع الدولى لا يزال يتحدث بنصف لسان وكأنه لا يري ولا يسمع ، فى فضيحة مدوية تعكس عجزه المطلق فى وقف مجرمى مجازر غزة المستمرة يومياً على مرأى ومسمع من الجميع .
وسط كل هذا الصراع تظل مصر صوت العقل والحكمة فى الشرق الأوسط من خلال المبادرة والاتصالات الواسعة ومحاولات وقف التصعيد بوساطات إقليمية ودولية متداخلة أملا فى إيجاد مخرج للشرق الأوسط بأكلمه يكون أقل ألماً مما نحن فيه ، فالقاهرة هى الرقم الصحيح فى تلك المعادلة الخاطئة التى صنعتها سياسات متطرفة ومسالك غير إنسانية .
وفى الختام فإن الأيام اثبتت أن رؤية مصر المبكرة لهذه الحرب منذ اندلاعها كانت صائبة، وأن المنطقة تتجه إلى حرب إقليمية سيخرج منها الجميع خاسرًا ، والمنطقة أصبحت مهددة بأكلمها وعلى وشك الانفجار بين لحظة وضحاها ومصر تدفع ثمنًا كبيرًا من كل هذا وأثر عليها تأثيراً بالغاً ونسأل الله أن يجنبنا ويلات حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وأن يحفظ بلدنا وجميع البلاد العربية والاسلامية الشقيقة من كل سوء ومكروه وأن يزيح هذه الغمة عن فلسطين ولبنان والمنطقة بأكملها