مخيم النصيرات شاهد على همجية جيش الاحتلال
- عاهد فروانة: إسرائيل تسعى لاستغلال أراضى المخيم لفصل الشمال عن الجنوب
- رائد ناجى: أنشئ بعد النكبة مباشرة على مساحة كبيرة
- محمد الأمين: يتعرض للقصف الإسرائيلى بشكل متكرر
- عبد الرحمن بوثلجة: لا يمكن للتاريخ أن ينسى مجزرة النصيرات التى قام بها الاحتلال
- حكيم بوغرارة: المخيم شاهد على الترحيل والتهجير القسرى
لم يختلف أحد على أهمية مخيم النصيرات، الذى يعد من أكبر المخيمات الفلسطينية ويتوسط مدينة غزة، لذلك هو المستهدف من قبل النازحين واللاجئين، وكذلك بالنسبة للاحتلال أيضا، وهو مخيم له طبيعة خاصة بسكانه ومعالمه، حيث يضم العديد من المواقع الأثرية والدينية، لذلك كان محط أنظار الاحتلال لتدميره، وارتكاب العديد من المجازر بين أبنائه.
«الأهرام العربى» تتحدث مع عدد من أبناء مخيم النصيرات، للتعرف عليه، وسبب تسميته بهذا الاسم وتاريخه وأهم معالمه عبر السطور المقبلة.
يقع مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، يحده من الشمال قرية المهراقة ومدينة الزهراء، ومن الغرب بحر وسط القطاع، أما الجهة الشرقية فيحده شارع صلاح الدين، وهو الطريق الواصل ما بين شمال غزة وجنوبها ويحده من الشرق مخيم البريج، أما من الجنوب فيحد النصيرات قرية الزوايدة، ومدينة دير البلح وهو مخيم للاجئين، يقيم به مائة ألف نسمة قبل الحرب على غزة، هذا ما بدأ به محمود اللوح صحفى من قطاع غزة، ومقيم بمخيم النصيرات.
ويستكمل الحديث، قائلا: يعتبر مخيم النصيرات، أحد أكبر مخيمات اللجوء فى المحافظة الوسطى، ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم، نسبة إلى قبيلة بدوية تُسمى “النصيرات”، وكانت تقطن مخيم الزوايدة، ونظراً لتلاصق المخيمين “الزوايدة والنصيرات”، وتداخل حدودهما، فقد حاز مخيم النصيرات على هذا الاسم، وذلك وفق أكثر الروايات تداولاً فى الجزء الجنوبى الغربى من النصيرات، أو ما يسمى بمنطقة السوارحة، يقع دير القديس هيلاريون (تل أم عامر)، الذى يعد من أقدم المواقع الأثرية فى قطاع غزة، ويرجع بناؤه إلى العام 329م، أما الجزء الشمالى الغربى للمخيم، أو ما يطلق عليه الآن منطقة المخيم الجديد يتربع معلم أثرى ضخم تمتد جذوره إلى العام 532 ق.م، ويطلق عليه تل عجول أو تل السكن، حيث للاسم أسباب تسمية متعددة بحسب الباحثين، من بينها أنه عثر قبل عقود على بيوت التل التى سكنها الفراعنة محترقة، واكتشف سكن الحرائق مدفوناً فى ترابها، وتلك الحرائق التى أشعلها القائد الفرعونى أحمس الأول، فى حملته التى شنها على الهكسوس فى بلاد الشام، وهزمهم خلال إحدى معاركه.
ويضيف اللوح، قائلا: مساحة المخيم تقدر بنحو 9.8 كم2، تمتد من وادى غزة شمالاً، وحتى مخيم الزوايدة جنوباً، ومن بحر غزة غرباً، وحتى شارع صلاح الدين شرقاً، وتعتبر حرفتا التجارة والزراعة أهم حرفتين يمتهنهما السكان فى هذه المساحة من المخيم، كما تشتهر فى النصيرات عائلات كثيرة منها زقـوت، أبو سيف، جودة، الهور، الطويل، أبو دلال، درويش، العصار، صيدم، أبو شاويش، بارود، الهباش، شاهين، أبو يوسف، الصالحي، الطلاع، نبهان، حمد، أبو عطايا، عقل، السراج، الحواجري، أبو الروس، الجديلي، حمدان، مطر، المجدلاوى، البابلى، السلول، المغارى، وأبو رحمة، الحاج، ريان، اللوح.
ويمضى محمود فى الحديث، قائلا: كما يضم المخيم 30 مدرسة و7 مراكز صحية ما بين حكومية وخاصة، وأخرى تابعة لوكالة الغوث، حيث تعتبر وكالة الغوث، هى المصدر الأساسى لتلقى الخدمات الصحية، حيث تشرف وكالة الغوث على عيادتين طبيتين، ومركز لصحة البيئة، كما تشرف على مركز للتموين، لا سيما وأن فى النصيرات أيضا، يوجد العديد من المؤسسات الحكومية التعليمية والصحية والخدماتية، منها مديرية التربية والتعليم، ومديرية الشئون الاجتماعية، ومكتب للبريد، ومكتب لوزارة الداخلية، ومكتب لوزارة العمل، ومكتب للتأمين الصحى، ومحكمة شرعية، ومركز شرطة، وبلدية تشرف على تقديم الخدمات الحياتية والصحية، و3 مستوصفات صحية تابعة لوزارة الصحة، و8 مدارس ثانوية للبنين والبنات، تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، و20 مسجدا تابعة لوزارة الأوقاف والشئون الدينية، إلى جانب أن المخيم يضم ما يزيد على 30مؤسسة أهلية، تتنوع ما بين جمعيات خيرية ومراكز ثقافية، ومراكز تعليمية، ومركز للنشاط النسائى، ومركز لرعاية وتدريب المكفوفين، ورياض أطفال، ونوادٍ رياضية، ومؤسسات صحية أهلية، وعيادات صحية خاصة، وعدد من الصيدليات، وعدد من المكتبات العامة، بالإضافة إلى جامعة بوليتكنك فلسطين.
ويتناول أطراف الحديث د. عاهد فروانة، صحفى فلسطينى من قطاع غزة ويقيم فى مخيم النصيرات، قائلا: بكل تأكيد مخيم النصيرات هو من أكبر مخيمات قطاع غزة، وهو أكبر مخيم فى وسط وجنوب القطاع، نظرا لمساحته وحجمه وعدد سكانه، الذى يضمه المخيم، لدرجة أنه لم يصبح فقط مخيما، بل أصبح يشبه المدينة نتيجة التوسع الكبير فى هذا المخيم وعدد السكان الكبير، والحركة التجارية الواسعة قبل اعتداء السابع من أكتوبر، وبالتالى المخيم كما كان يلقبه أهله عاصمة الوسط، أى محافظة الوسط فى قطاع غزة، لأنه الأكبر ما بين المخيمات والمدن والقرى فى هذه المحافظة، التى تقع فى وسط قطاع غزة، التى الآن يقع عليها العبء الأكبر فى استيعاب عدد كبير، والعدد الأكبر من النازحين من غزة وشمالها، أو من رفح حيث تقوم قوات الاحتلال باجتياحات واسعة فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتى كانت تضم أكثر من مليون نازح معظمهم الآن تفرقوا ما بين المحافظة الوسطى، وبين رفح ونواصى خان يونس، وغيرها من المناطق القريبة من هاتين المنطقتين.