تحقيقات إسرائيلية تكشف واقعة اعتداء جنسي على معتقل فلسطيني
كشفت تحقيقات عسكرية إسرائيلية، عن واقعة اعتداء جنسي على معتقل فلسطيني من جنود داخل الجيش الإسرائيلي، بعدما أبلغ أطباء عن إصابات خطيرة تعرض لها مُحتجز استدعت إجراء عمليات جراحية له، حسبما ذكرت مصادر طبية مُطلعة على القضية لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وقالت الصحيفة الأمريكية، الثلاثاء، إن جلسات المحاكمة بدأت، الأسبوع الماضي، لتحديد ما إذا كان يجب توجيه تهم إلى أي من 10 جنود احتياط احتجزوا خلال مداهمة لسجن «سديه تيمان».
ووفقًا لما أفادته قناة «الشرق» للأخبار، أُفرج عن 5 منهم، بينما ما زال 5 آخرون قيد الاحتجاز ويجري استجوابهم، بحسب الجيش.
ونفى جميع المشتبه بهم التهم المُوجهة إليهم، وفقاً لمحامي أحد الجنود. ورفض الجيش، الذي يمثل بعض المحتجزين، التعليق على القضية.
وقال المحامي والطاقم الطبي، إن المعتقل الفلسطيني، الذي لم يتم الكشف عن هويته، وصل إلى مستشفى خارج سجن «سدي تيمان» قبل نحو 3 أسابيع من المداهمة، بحسب الصحيفة.
وذكر أحد أفراد الطاقم الطبي لـ«وول ستريت جورنال»، أن المحتجز الفلسطيني كان يعاني من «إصابات تهدد حياته، من بينها كسور في الأضلاع، وإصابات واضحة في البطن والصدر، وإصابة شديدة في المستقيم يُعتقد أنها ناجمة عن إدخال جسم غريب».
وأضاف أن الأطباء شعروا بـ«الصدمة» إزاء الإصابات، إذ قال أحدهم: «كان الأمر مروعاً للغاية.. إنه يضع معايير الأخلاق في أدنى مستوى لدرجة أنني لا أستطيع تصوّر كيف يمكننا الانحدار أكثر من ذلك أخلاقياً. كنت أعلم أن مثل هذه الأمور ربما تحدث، لكنني لم أشهد شيئاً بهذا السوء من قبل».
وأصبح معتقل «سدي تيمان»، وهو منشأة عسكرية سرية في صحراء النقب تُستخدم لاعتقال الفلسطينيين من غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، محوراً لاتهامات أكثر من قبل منظمات حقوق إنسان ووسائل إعلام.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في مارس الماضي، أن فلسطينيين محتجزين في غزة قالوا إنهم تعرّضوا للضرب، بما في ذلك في منطقة الفخذ، وأجبروا على البقاء في أوضاع مجهدة لفترات طويلة.
وفي نهاية يوليو الماضي، داهم ضباط ملثمون من الشرطة العسكرية الإسرائيلية سجن «سدي تيمان»، واحتجزوا جنود الاحتياط في إطار تحقيق في إساءة شديدة في معاملة أحد السجناء، بما في ذلك «الاغتصاب»، وفقاً للجيش الإسرائيلي، ووثائق المحكمة التي اطلعت عليها «وول ستريت جورنال».
واندلعت احتجاجات من قبل متظاهرين وسياسيين يمينيين غاضبين من التحقيق مع الجنود الإسرائيليين أثناء الحرب، إذ اقتحموا سجن «سدي تيمان»، ومنشأة أخرى كان يجري فيها استجواب جنود الاحتياط المشتبه بهم.
وقالت «وول ستريت جورنال»، إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على طبيعة إصابات المحتجز الفلسطيني.
ونوه مدير قسم السجناء في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، ناجي عباس، أن القضية أُثيرت فقط بسبب نقل الضحية إلى مستشفى مدني وإبداء الأشخاص الذين عالجوه مخاوف.
وأكد الطبيب الإسرائيلي يوئيل دونشين لـ«وول ستريت جورنال»، أنه رأى المحتجز الذي يُزعم أنه تعرض للإساءة وصُدم بحالته، وهو ما كان قد ذكره سابقاً لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وقال للصحيفة إنه «لم يستطع تصديق أن حارس سجن إسرائيلي يمكن أن يفعل مثل هذا الأمر».