البنتاجون : واشنطن تركز على تعزيز التحالفات حول العالم
أكد مسئول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون " أن الولايات المتحدة تحافظ على ميزة استراتيجية غير متماثلة من خلال شبكتها العالمية من الحلفاء والشركاء، وذلك وسط تزايد التنافس الدولي.
وأوضح القائم بأعمال وكيل وزارة الدفاع لشؤون سياسة الفضاء فيبين ناراجان خلال ندوة نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة أن وزارة الدفاع تركز على تعزيز التحالفات والشراكات حول العالم كركيزة أساسية لنهجها التنافسي، مع تصاعد المخاطر النووية.
وقال ناراجان "في الوقت الذي سعت فيه الإدارة الأمريكية منذ فترة طويلة إلى التوازن بين الردع وضبط التسلح، نجد أنفسنا الآن في عصر نووي جديد".
ونشر البنتاجون اليوم الجمعة أن "ناراجان" أشار إلى أن هذا العصر يتميز "بتحديات نووية متعددة وغير مسبوقة من قوى تسعى لإعادة تشكيل النظام الدولي، وهي غير مهتمة بضبط التسلح أو جهود الحد من المخاطر، وكل منها تسرع في تحديث وتوسيع ترساناتها النووية وتهدد علنًا باستخدام الأسلحة النووية لتحقيق أهدافها".
ومن بين هذه التحديات، بحسب ناراجان، تأتي روسيا التي تواصل التهديد بالتصعيد النووي في تدخلها العسكري المستمر في أوكرانيا، رغم تصريحات دبلوماسييها بضرورة تجنب استخدام التهديدات النووية .
ولفت ناراجان إلى أن روسيا تزيد من مخزونها من الأسلحة النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة، والتي لا تخضع لأي معاهدات، بالإضافة إلى تطويرها لقدرات جديدة مضادة للأقمار الصناعية، مصممة لحمل أسلحة نووية إلى الفضاء.
وحذر من أن هذه القدرات تشكل تهديداً "لكامل مدار الأقمار الصناعية، وهي أصول حيوية ليس فقط للولايات المتحدة بل للعالم بأسره".
كما سلط الضوء على التحديات النووية المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خاصة من جانب الصين وكوريا الشمالية.
وأشار إلى دراسة أجراها باحثون مستقلون عام 2021، كشفت عن بناء مئات من صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في غرب الصين .
وفي نفس العام، كشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن الصين سرعت من توسعها النووي، وأنها قد تمتلك أكثر من 1000 رأس حربي نووي بحلول العقد المقبل.
وأضاف ناراجان: "هذا التوسع تدعمه روسيا، التي تزود الصين بوقود اليورانيوم المخصب العالي لمفاعلاتها، مما يساعد في إنتاج البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة النووية".
وأشار أيضاً إلى الشراكة المتزايدة بين روسيا وكوريا الشمالية، واصفاً إياها بأنها تزيد من احتمالية تعاون مزعج بين خصمين نوويين للولايات المتحدة .
وتابع: "إن أي من هذه التحديات النووية ستكون كبيرة بمفردها، ولكن التزامن والتعاون المتزايد بين هذه القوى غير مسبوق، مما يجبرنا على التفكير بطرق جديدة وحذرة حول تحديات مثل ديناميكيات التصعيد وردع العدوان في هذا العصر النووي الجديد".
وأكد أن النهج التنافسي للولايات المتحدة في مواجهة هذه التحديات يشمل ثلاث ركائز، منها تطوير رادع نووي حديث وإعداد جيل جديد من القادة والمفكرين الاستراتيجيين لصياغة سياسة وقدرات نووية مستقبلية. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز تحالفاتها وشراكاتها العالمية لتعزيز الردع الاستراتيجي.
وبحسب البنتاجون، تركز الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على حوارات مخصصة مع حلفاء إقليميين رئيسيين، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، حيث تتناول هذه الحوارات قضايا مثل التكامل النووي التقليدي، والتشاور في الأزمات، وتعزيز الفهم المشترك للوضع النووي الأمريكي وقدرات الردع.
وفي السياق، أشار ناراجان إلى التقدم الذي حققه حلف الناتو في تعزيز الردع النووي والتكيف مع التهديدات الروسية، بما في ذلك تحديث قدرات الحلف النووية وتخطيطه للتعامل مع مجموعة من السيناريوهات المحتملة.
واختتم ناراجان حديثه بالقول إن الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في مواجهة التحديات المتزايدة "قد تحفز خصومنا على الدخول في مناقشات حول ضبط التسلح الاستراتيجي".
وأضاف: "ومع ذلك، إذا استمر خصومنا في اتخاذ قرارات تجعلهم والعالم أقل أمانًا، فإن الولايات المتحدة مستعدة لفعل ما هو ضروري للتنافس بنجاح لردع العدوان وطمأنة حلفائنا في هذا العصر النووي الجديد".