مائدة أعياد الربيع
يتحول الاحتفال بعيد شم النسيم إلى مهرجان شعبي تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات
حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم مثل
البيض والفسيخ { السمك المملح } والخَسُّ والبصل
والملانة { الحُمُّص الأخضر }
وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة .
- البيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله " بتاح " إله الخلق عند المصريون القدماء
وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد ولذلك فإن تناول البيض في هذه المناسبة يبدو وكأنه
إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد
ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها
في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم .
وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض .
أما الفسيخ أو " السمك المملح " فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة
مع بدء الاهتمام بتقديس النيل وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ .
- البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات كما كانوا يعلقونه حول رقابهم ويضعونه تحت الوسائد وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم .
- الخس من النباتات المفضلة في ذلك اليوم وقد عُرِف منذ عصر الأسرة الرابعة وكان يُسَمَّى بالهيروغليفية " عب " واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم .
شم النسيم في مصر لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث
وقد أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا العيد
فقد كان وقت خروجهم من مصر في عهد " موسى "
مواكبًا لاحتفال المصريين بعيدهم وقد اختار اليهود على حَدِّ زعمهم ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم لانشغالهم بالاحتفال بعيدهم ويصف ذلك سِفْر الخروج من العهد القديم " بأنهم
طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا
وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين
حتى أعاروهم فسلبوا المصريين .
وعندما دخلت المسيحية مصر جاء عيد القيامة موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم فكان احتفال المسحيين " عيد القيامة " في يوم الأحد ويليه مباشرة عيد " شم النسيم "
يوم الإثنين وذلك في شهر " برمودة " من كل عام .
وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير ومددتة 55 يوما كانت تسبق عيد القيامة ولما كان تناول السمك ممنوع على المسيحين خلال الصوم الكبير وأكل السمك كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة ومازال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا واستمر الاحتفال بهذا العيد في مصر بعد دخول الإسلام تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور
يحمل ذات المراسم والطقوس وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدنى تغيير منذ عصر المصريون القدماء
وحتى الآن .