تاريخ البحر الأحمر

البحر الأحمر هو ممر مائي ضيق وطويل يمتد لمسافة تصل إلى 1930 كيلومترًا من مضيق السويس إلى مضيق باب المندب. يتميز بعرض متوسط يبلغ حوالي 280 كيلومترًا، ويمكن أن يصل في أقصى نقطة إلى 360 كيلومترًا. يتميز أيضًا بعمقه، حيث يتراوح متوسط عمقه حوالي 490 مترًا، ويمكن أن يصل في بعض المناطق إلى 2300 متر.

يأتي البحر الأحمر في المرتبة الحادية عشرة من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحته حوالي 438,000 كيلومتر مربع. وتحيط به ثماني دول هي: الأردن، فلسطين، مصر، السودان، إريتريا، جيبوتي، المملكة العربية السعودية، واليمن.

جغرافيًا، يعتبر البحر الأحمر جزءًا من الوادي المتصدع الكبير ويتميز بسواحله الضحلة. وهو أيضًا موطن لتنوع هائل من الكائنات البحرية والشعاب المرجانية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 1000 نوع من الكائنات الافقرية. ويقع في الأجزاء الشمالية للمنطقة الاستوائية.

جيولوجيًا:تكون البحر الأحمر نتيجة انفصال شبه الجزيرة العربية عن القارة الإفريقية بفعل الصدع الموجود في البحر الأحمر. بدأ هذا الانفصال في مراحل مختلفة، حيث انفصلت إفريقيا عن شبه الجزيرة العربية قبل نحو 55 مليون سنة، تم فُتٍح مضيق السويس قبل نحو 30 مليون سنة، ثم تم فُتِح الجزء الشمالي قبل حوالي 20 مليون سنة. وفي المرحلة الثانية، التي بدأت قبل نحو 4 مليون سنة، تم تشكيل حوض صغير في خليج العقبة والجزء الجنوبي من البحر الأحمر. وما زالت حركة الصفائح الأرضية مستمرة، وهذا يتضح جليًا من خلال نشاط الزلازل والبراكين.

أصل التسمية:

على مر العصور، أُطلق على البحر الأحمر العديد من الأسماء مثل بحر القلزم وبحر الحبشة وبحر فارس. هناك تفسيرات متعددة حول أصل تسميته "البحر الأحمر":

1. يُعزى اسمه إلى وجود طحالب حمراء تزهر موسميًا قرب سطح الماء.

2. يُعزى إلى وجود سلاسل من الجبال الحمراء على السواحل الغربية للبحر الأحمر، مما ينعكس ظلالها على سطح البحر ويمنحه لونًا أحمر.

3. يُمكن أن يكون مرتبطًا بالصحراء المصرية السابقة التي كانت تُعرف باسم "الأرض الحمراء".

4. يُمكن أن يعود إلى وجود قبائل يمنية عاشت بالقرب من البحر وكانت تُعرف باسم "قبائل الأحمر".

5. في الماضي، كانت الألوان تُستخدم للدلالة على الاتجاهات الأربعة، حيث كان لون الأحمر يُرتبط بالجنوب، واللون الأسود يُرتبط بالشمال، واستُخدم ذلك لتسمية البحار والمحيطات.