سفر الوزيرة و الإشاعات وفيروس كورونا
آثار دهشتي هذا الاسبوع الإشاعات التي تناولت زيارة وزيرة الصحة للصين ، ومدى جهل وفراغ المصريين وتصديقهم لأى هرتله على الفيسبوك ، حيث انتشرت الإشاعات ورددها الجميع، بأن الوزيرة سافرت من أجل إعطاء الصين المصل الذى يعالج الفيروس ، وما ذادا الإشاعة تصديقآ فكرة استخدام مصل الملاريا الذى يعطى نتائج جيدة في العلاج ، وتناسوا أنه حتى الآن لم نعلن بمصر سوى عن إصابة حالتين إحداهما الأجنبي القادم إلينا و يعمل بشركة بترول وسط الصحراء الكبرى ، و قد تم عزل جميع عمال الشركة ،وغطت الإشاعات على الغرض الرئيسي للزيارة هو تبادل الخبرات والمعونات الطبية ،
ولم تكن هذه الإشاعة الأولى التي تناولها المصريين منذ ظهور فيروس كورونا ، فقد أنتشرت إشاعة أن مصدره الخفافيش ، وأنه إنتقل من الحيوانات والطيور للإنسان ، ونسبوا ذلك الى تصريحات معهد ووهان الصينى ، وقاموا بأرسال و تبادل مقاطع فيديو تتناول أطعمة غريبة للصينيين مؤكدين أنها السبب في إنتشار الفيروس وتفشي المرض،
ايضآ تناول المصريين إشاعة أخرى أن
" بل غيتس " مؤسس شركة ميكروسوفت ، هو السبب في إنتشار الفيروس ، ونشر المرض ، ونفس الإشاعة تناولت إكتشاف لقاح للعلاج ، بينما الحقيقة كانت تتناول فيروس إلتهاب الشعب الهوائية ،
ومن أكثر الإشاعات التي تناولها الناس وصدقوها إرتباطا بظهور الفيروس ، هو الحرب الإقتصادية الدائرة بين أمريكا والصين ، وصراع السيطرة على ثروة العالم ، فقد إنتشرت الإشاعات كالهشيم أن الفيروس مرتبط ببرنامج الأسلحة البيولوجية للأمريكان ، لتدمير الصين، والمثير للضحك أن هناك إشاعة فى نفس الوقت مضادة ، تناولت أن الفيروس إنتاج صيني ، للسيطرة على مقدرات الشركات الأمريكية التي تعمل ببلادهم ، بعد هروب أصحابها من الفيروس ، مروجين ان الصين لا تقف عند وفاة الآلاف من أبنائهم استعدادهم الكبير ،
والغريب في الشعب المصري أنه يميل الى تصديق الإشاعات أكثر من الحقائق ، برغم تنافى الإشاعة مع الطبيعة ، والقيم ، والدين ، والأعراف وقد تكون الاشاعة ضد الأخلاق ومع ذلك تستهويه ، ويعمل على نشرها ، ويتلذذ في نقلها ، بل بدايتها قد تكون جملة ، أو أربع كلمات ، لتكون في خلال ثواني قصة قصيرة ، تنتهى بفيلم بدون مؤلف أو مخرج ، والجميع أبطال فيه ، فقد أصبحنا مدمنين لأطلاقها وتصديقها ، بل أصبحنا جميعا مرضى نفسيين ، نصدق الأكاذيب التي لا تعقل ، ولا نصدق الحقائق اليقينية ، نهوى ترديد الإشاعات دون التيقن ، كأننا نشبع غرائز بداخلنا ، فقمة سعادتنا بان الجميع ملوث ، أو الجميع مدان ومذنب ، فنحن مجتمع متدين ظاهريا ، أبعد ما نكون عن ثوابت الدين في تصرفاتنا وسلوكنا ،
والكارثة أننا لا ندرك أن الإشاعات قد تكون لها أغراض متعددة سياسية أو فنية أو إجتماعية او تكون موجهه مقصودة مثل الإشاعات التي تبثها الجماعات المغرضة أو الدول الخارجية المعادية
وتتناول الإقتصاد ، أو الجيش ، أو المخابرات او الأمن الوطني ، او إشاعات شخصية تتناول حياه المسئولين أو الشخصيات العامة ،
والجديد أن الإشاعة باتت تنتشر حتى بين أوساط المثقفين لانها تجد ارضيه خصبة لإنعدام وغياب المعلومة الصحيحة ، والهوى النفسي للبشرية التى تريد تصديقها ،
وأخيرا الحل الوحيد للقضاء على الإشاعات ،
العمل بتعاليم الدين سلوكا وليس قولآ أو شعارات ،وعدم نقل وتناول الإشاعات ، رفع الوعى الثقافى، وإتاحة المعلومات وحرية البحث لمعرفة الحقائق ، وتقوية الإعلام الصادق البناء ، مش إعلام الدجل والشعوذة وشاكوش وبيكا ،
وفى النهاية تسطيح ثقافة الشعب أرضية خصبة للإشاعات والفتن والإنهيار