18:10 | 23 يوليو 2019

التاريخ سيظل شاهدا على مشهد يحمل كل القيم الإنسانية والعسكرية

6:46pm 04/03/20
عبدالحى عطوان
عبد الحى عطوان


التاريخ سيقف كثيرآ أمام مشهد يحمل كل القيم الإنسانية والعسكرية ، مشهد رأه العالم كله ، فهو شاهد عيان على وداع زعيم لجثمان رئيس آخر ، فمهما حاولنا جاهدين لإخفاء أو إنكار بعض الصور أو الحقائق ، سيظل التاريخ شاهدآ عيان ، لا يستطيع أحد مهما بلغ تزويره ،أو قلب حقائقه ،

فالرئيس مبارك حكم مصر طوال 30 عاماً وهو أول من وضع البنية التحتية لآلاف المشروعات الخدميه مثل المناطق الصناعية ، والإسكان الإجتماعي المحدود ، و الطرق والكباري ، والمترو ، والآلاف من المدارس ، والوحدات الصحية، بينما علي المستوي السياسي يشهد له التاريخ ايضآ أنه لم ينجرف مثل غيره من الرؤساء للحروب ، بل حافظ علي الجيش المصري، ولم يغامر بحياة أولاده ، وهو صاحب الأسعار والدولار والبنزين والسولار والعلاوات التى يترحم عليها الناس اليوم ،

اليوم عاودت شريط الذكريات فالراحل له ماله وعليه ما عليه ، فقد عشنا معه طوال 30 عاماً ، فما زالت خطاباته ترن في أذني ، ومناظر خطواته أمام مخيلتي ، فقد عشنا عمرنا معه ، وتذكرت لحظة محاولة أغتياله بأديس أبابا كيفما خرجت مصر عن بكرة أبيها فى أستقباله فرحا بنجاته ،

وعلي الجانب الآخر ، لا أنكر ما تعرضنا له ،خلال آخر عشر سنوات بعهده ، من فقر ومرض وجهل وضعف ووهن ، والتوريث الذى دب فى كل القطاعات ليس في صورة أبنه وحاشيته فقط ، بل في كل صور الحياة ، فساد رجال الأعمال وسطوة ذكريا والشريف وعز وفساد حبيب ومؤاماته مع الإخوان

وسيظل التاريخ شاهدآ ايضآ عندما خرجنا عليه فى 25 يناير ، سواء بأرادتنا أو بمؤامرة خارجيه وطالبنا برحيله ، تنحي بدون نقطة دماء واحدة من شعبة ، و لم يجبن أو يهرب خارج البلاد ، مثلما فعل الآخرين أمثال زين العابدين و غيره ، فقد كان عسكرياً يدرك شرف العسكرية ، و كان قائدآ ، يدرك شرف القيادة ، وعندما نادينا بمحاكمته إمتثل لأحكام القضاء ، ولم يدلى بالاسرار العسكرية ، وحافظ على شرف الجندية المصرية ،

واليوم مات مبارك ووضع الآلاف من الشعب المصرى يديهم على قلوبهم ممن يحبون هذا الرجل ، كيف ستكون مراسم دفنه شعبية ، أم عسكرية ، أم يتوارى جثمانه بدون صخب ، أو ضجيج ، بينما يحتارنا التفكير ، يصدر العفو الرئاسي ، ويخرج علينا بيان عسكرى لنقرأ ما بداخل سطوره ، ليشهد التاريخ أن زعيما آخر يأتى من بين فراعنة مصر ليتصدر المشهد بكل بطولة عسكريه ومعه قيادات الدولة في توديع جثمان الرئيس ،

ولا انكر عليكم عندما جلست أتابع مراسم الدفن وشاهدت الرئيس ،وقيادات الدولة ، تقدم العزاء لزوجته و ابنائة اختلطت مشاعر الحزن بالارتياح لدى ، و احترمت ذاك القائد الذى أحترم مشاعر الشعب ، وقدر تاريخ هذا الرجل الطويل ، وسرحت بمخيلتى لحظات عبر الأحداث الماضية وأدركت ان الله قدر له ذلك أن يختم حياته بجنازة عسكرية ،فلو توفى الرئيس أثناء فترة الإخوان أو فترة الحكم العسكري او أثناء محاكمته باى قضية لأختلفت مراسم الدفن تماما ،

اليوم أستطيع ان اقول سيظل التاريخ شاهدآ على وداع زعيم لجثمان رئيس مشهد يحمل كل القيم الإنسانية والعسكرية فمصر هي من أنجبت تلك الرجال التي سيظل التاريخ يذكرها ولا يستطيع تزوير مواقفها ،

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn