معاركنا الثقافية بين الضجيج وتصفية الحسابات
5:27pm 24/02/20
عبد الحى عطوان
ستمر سريعآ الهوجه الدائرة اليوم حول" شاكوش " و"حمو بيكا "و" رمضان" وسينسي الجميع تلك الموجه من التصدي لهؤلاء ، وستصبح من الذكريات ، وسيخرج علينا غدآ من المتنطعين ليقولوا أتركوهم فكل شيء فى الضياع ، لم تأتى على هؤلاء ، أو يخرج علينا من يغلفون البضاعة الفاسدة ، بغلاف أنيق ويقولون هؤلاء شباب ، فهذا جيلهم له معطيات مختلفة ، وأغاني مختلفة ،
لكنى أتساءل ماذا جرى لنا اليوم ؟لكى ينضب فكرنا على هذا النحو ، في معظم مجالات الثقافة فكر اللغة ، و فكر الإعلام ، و فكر التربية ، و فكر الإبداع ، ألسنا أحفاد توفيق الحكيم ، وإحسان عبدالقدوس ، ونجيب محفوظ ، ألسنا من انجبنا رامي ، وعبدالوهاب محمد ، وشوقي ، وجويدة ، والعقاد ، ألسنا أصحاب هذه البلد الى أنتجت فيلم الارض ، والهروب ، وسوقت عمر الشريف عالميآ ،
واليوم لماذآ فشلت مجتمعاتنا في أن تصنع لنا فلاسفة كبار ، يقيمون لنا صروحا فكرية شامخة ، وهل تكفى تلك المبادرات الفردية الجسورة على يد الناحتين في الصخر ، وكيف ذلك ومازال بيننا من يرى مفهوم الديمقراطية أمرآ غريبآ ، لا شأن لنا به في حين يسعى العالم في توسيع المفهوم بما يتفق مع مطالب العصر ، ولماذا لا ندرك ان هناك تناقضا بين غياب الديمقراطية ووفرة المعلومات وظهور الغيبيات ؟ ولماذا كل هذا الإنزعاج من وجود روافد ثقافية فرعية تصب في المسار العام ،
ما كل هذه الخصومة التي تصل الى حد القطيعة بين فرق فكرنا ، القومية ، والدينية، والعلمانية ، فكل فريق يضع قواعده وشروط مسبقة للحوار ، تنسف قواعد نظيره ، ولماذا أصبحت معاركنا الثقافية اليوم تدار بين الضجيج وتصفية الحسابات ؟ فالهند اليوم تخطط لإقامة ألف متحف للعلوم ، في خطتها العشرية القادمة للتنمية ، ونحن أرتضينا أن ينوب عنا غيرنا في صناعة ثورتنا الثقافية ، فلا نلقى باللوم على شباب ضل طريقه ، بل اللوم كل اللوم على دولة لم تحدد أهدافها لتصنع مستقبل أجيالها ،
فأنحدار الثقافة لا يلد إلا الإنحطاط الأخلاقي والإسفاف وتفشي الجريمة فضياع دولة بأكملها يبدا بضياع جيل الشباب ،
وما يحدث اليوم ينسف كل مبادرات الرئيس في صناعة جيل من الشباب يتحدى به العالم ثقافيا وكأن الدولة تقع داخل جزر منعزلة عن بعضها فلا تنسيق بين التعليم ، والثقافة ، ووزارة الشباب ، الكل في محرابه يعبث بأوراقه وأدواته وكأنها فترة وبعدها الرحيل ،
والخلاصة على الدولة التنسيق بين وزارتها جيدا، وعدم التهاون مع من يريد تقزيم حجم مصر وتصدير صورة مترهلة ، لفنها ،وثقافتها ، و إبداعها ،وإظهار شعبها بالمبتذل ، المسف ، التافه ، الذى يتمايل طربآ مع المختلين والمخنثين ،ومحاسبة المسئولين والإعلاميين الفاشلين من يستضيفوا هؤلاء ويحولوهم ما بين عشية وليلاها نجوم مجتمع ،