18:10 | 23 يوليو 2019

أزمة النقد وضبابية الواقع الثقافي

12:53pm 13/02/20
محمد عبدالراضى
محمد عبدالراضى

 

في ظل الحالة الثقافية التي يعيشها الوطن نجد مشكلة النقد الأدبي تطل علينا بوجه كئيب أحيانا ، نجد النقاد توزع على صنفين من وجهة نظري المتواضعة _ ولا أحسب نفسي من أهل هذه الصنعة القيمة _ الصنف الأول ذا منهج نقدي ودراسة علمية يقوم بمهام عمله دون النظر إلي الشخص المبدع وهو ما ينبغي أن يكون عليه الناقد الحصيف البارع في عمله وفي هذا الصنف نجد قلة منهم ينظرون إلي المبدع قبل النص وإلي العلاقات الشخصية والارتباطات الاجتماعية والي لغة المصالح أحيانا فينحرف بهم الطريق عن الوصول إلي محطة النقد الحقيقية فيزيغ ويصل ويبعد عن الجادة وعن منهج النقد السليم ،وتلك مصيبة عظمى وطامة كبرى ورزية ما بعدها رزية ،،نجدهم يلمعون لنا شخصيات واهية ويقدمون لنا نماذج ضعيفة على أنهم أهل الفن والثقافة والأدب والمصيبة التي لا تغتفر لهم أن شباب الكتاب شعرا ونثرأ يقلدون هؤلاء الأعلام لانهم يرونهم متصدرين الساحة الفنية والأدبية ،وبذلك ينتشر لنا الفن الهابط والمثل والقدوة الضائعة الهدامة للغة والقيم المجتمعية وما أغاني المهرجانات وحمو بيكا منكم ببعيد .
الصنف الثاني :
هذا الذي يقدم نقدا انطباعيا وقائما على الذوق ولا نقلل من قيمته، لكن منهم طائفة لا تمت للنقد الأدبي بسبب ولا يعلمون تعريف النقد الأدبي من الأساس ومع ذلك تقام لهم الندوات والصالونات الأدبية وتفسح لهم في الجرائد والمجلات لكن ليس في كل أنواع الصحافة لأن هناك محلات متخصصة لاتسمح للرويبضة بالقول فيها أو مجاراة أهل النقد في فنهم وفي علمهم ، هذا الصنف هو الأخطر على الاطلاق من كل ما سبق ،لأنه لا يجيد العمل ويشكك في قدرات أهل النقد الحقيقيين المشهود لهم بالعلم والكفاءة وللأسف قد يسمع لهم بعض الكتاب الذين يبحثون عمن يلمع شخصهم الأدبي الباهت وفقط ،، ولا يبحثون عمن يقيم لهم طريق الإبداع ويبني لهم العمل الأدبي بطريقة وسبك أدبي سليم .
ثم يأتي طرف الخيط الآخر وهو المبدع ، المبدعون ليسوا سواء فمنهم من يرد الفهم والمعرفة ويصل بعمله الفني إلي قمة النضج فيقبل من النقاد العارفين العالمين بفن النقد ومدارسه كل ما يقال بصدر رحب ويحاول أن يطور من عمله ليصل الي مصاف العمل والإنتاج الأدبي العالمي ،وهؤلاء من تثبت أعمالهم مع تقلبات الزمن كما ثبتت بعض القصائد فقط في العصر المملوكي والذي يوسم خطأ بضعف الشعر فهناك قصائد وصلت إلينا رصينة وقوية في السبك والصياغة ،، وضاع كل ما هو غث وضعيف ولا يلائم روح الإبداع .
وهناك نوع من المبدعين لا يقبلون إلا المدح والاطراء ولا يريدون إظهار المسالب والعيوب ،، مع أن النقد في أبسط تعريفاته هو تمييز الجيد من الردئ من الأعمال .
هؤلاء فقط يرون أنفسهم فوق النقد وأعمالهم لم يصل إليها قبلهم أنس ولا جان ويردون وبشدة على اي نقد وكأنه هجوما على أشخاصهم وذويهم ،بل منهم من يعتبر النقد بإظهار المسالب خطأ في حقهم لا يغتفر .
ولو عدنا سويا إلي الواقع الثقافي نرى الشعراء والمبدعين والكتاب أكثر من المتلقين أنفسهم ، وهذا ليس عيب فكما قلت سوف يغربل الإنتاج الثقافي كاملا ولم ولن يثبت أمام الزمن إلا قليل ، لن يبقى في ذاكرة الزمن إلا الجيد فقط ،
في ظل انتشار هؤلاء الشعراء الكثر _ الذين لا يعرف منهم إلا قليل تعريف الشعر فضلا عن أنواع القصائد الشعرية _ وفي ظل نقاد المصالح والشهرة والصيت والمجاملات ،، كيف يمكن القلة في الوصول إلي عقلية شباب المبدعين ؟!
وما دور وزارة الثقافة في مكافحة ظاهرة التخبط الثقافي ؟!
كيف يتم إصلاح البناء الفكري للمجتمع وفق نظريات علمية وروئ نقدية تتفق مع قيم المجتمعات ؟

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn